لنجعل من العام الجديد عاماً لدحر الإرهاب بكل أشكاله
تعود علينا رأس السنة الميلادية ومازالت الأزمة السورية عصية على الحل وأطراف نزاعها مرتهنة إلى أحضان الحلول الجاهزة الآتية من خلف الحدود، دون أن تكلف نفسها ببذل الجهد للبحث عن حل يوقف نزيف الدم السوري، ويعيد الأمور إلى نصابها، ويخرج سوريا أرضاً وشعباً، من دوامة العنف هذه.
لقد كان العام المنصرم، بالنسبة القوات سوريا الديمقراطية، عاماً مليئاً بالعمل الدؤوب، والمثابرة، في الكفاح ضد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الذي أذاق السوريين بمختلف انتماءاتهم، الويلات، حول كل مكان مر به إلى ركام ودمار، مخيراً أبناء سوريا، بين قاتل أو قتيل، نازح وشريد ومهجر من الديار، وما تبقى، مغيب في غياهب المعتقلات السرية التي لا يعرف شيء عنها حتى الآن.
في الوقت الذي كان العام قاب قوسين أو أدنى من أن يسلم باستحالة إيقاف عجلة الإرهاب المتدحرجة، بدأت قواتنا بحملة غضب الفرات لتحرير الرقة، عاصمة الخلافة المزعومة، وقد استمرت الحملة على أربع مراحل، محققة النصر تلو النصر، عسكرياً بتحرير القرى والبلدات، وسياسياً واجتماعياً من خلال التفاف أبناء العشائر حول قواتنا ودعمها لنا وانضمام الشباب من كل القرى والمناطق المحررة إلى صفوفنا، والتحامها بالمشروع الذي طرحناها كخريطة طريق للخروج من نفق الحرب إلى السلام.
لقد كانت حملة غضب الفرات، ولا سيما مرحلتها الرابعة المتمثلة بمعركة تحرير المدينة، بادرة أمل للعالم أجمع بإمكانية تحقيق النصر على الإرهاب، من خلال وحدة وتكاتف المكونات في خندق واحد يعبر عن مصالح هذه المكونات، ويؤكد نجاعة سلاح أخوة الشعوب ضد غربان الإرهاب، وكانت هذه البادرة إثباتاً جديداً، بأن المجتمع وقواه الفاعلة هي السلاح الأمضى، تبقى الأسلحة التقنية تحصيلاً للحاصل.
بالمثل، وتزامنا مع حملة غضب الفرات، فقد بدأت قواتنا حملة عاصفة الجزيرة لتحرير شرق نهر الفرات و شمال مدينة دير الزور، وتطهير كامل الجزيرة السورية من رجس الإرهاب، و هذه الحملة التي تشارف على الانتهاء في الأيام القليلة القادة، حققت إنجازات عسكرية وسياسية لا تقل أهمية عما تحقق في حملة غضب الفرات، حيث انخرطت كل الفعاليات الاجتماعية في دير الزور لدعم هذه الحملة و رفدها بالشباب للتصدي للإرهاب وطرد فلوله بعيداً عن مدننا و قرانا.
إننا في قوات سوريا الديمقراطية، ومع إطلالة العام الجديد، نؤكد لكافة مكونات الشمال السوري، بأن العام الجديد سيكون عام تتويج الانتصارات سياسياً، وسنكون أوفياء لتضحيات ودماء الشهداء الذين بذلوا أغلى ما يملكون لتنعم سوريا بالسلام، وإننا بالمشاركة مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب سنبذل كل جهودنا لتحقيق السلام وإنهاء العنف في البلاد على أساس الدولة التعددية الديمقراطية الاتحادية اللامركزية.
وبهذه المناسبة المباركة، فإننا في قوات سوريا الديمقراطية، نرفع إلى الشعب السوري بكل مكوناته، و من خلالهم إلى العالم أجمع أسمى آيات التبريك و التهنئة بالعام الجديد، آملين أن يكون عاماً يعم فيها السلام العالم أجمع، كما ندعو مكونات شعبنا بالوقوف صفاً واحداً خلف قواتنا، وبالمثل ندعو الشباب بالانضمام إلى صفوفنا لنكمل سويةً مع بعضنا البعض ملاحة الإرهاب و تطهير بلادنا من رجسه الآثم و تحقيق السلام استكمالاً لرسالة شهدائنا العظام.
القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية
30 / 12 / 2017