أمهات الشهداء: عيد بلا هدايا
الأم هي التي تهزّ المهد بيسارها وتهزّ العالم بيمينها، الأم هي النبع الذي يُستمد منه أسما مبادئ الحياة وهي التي تصنع الأجيال والأبطال، فإن صغُر العالم كله تبقى الأم كبيرة وصلواتها الصامتة الرقيقة لا يمكن أن تضل طريقها عن ينبوع الخير، وهي التي صنعت وقدمت الشهداء في البلد التي عانت ولازالت تعاني إرهاب وبطش الأخوة والجيران والغرباء.
أم عبد القادر والدة شهيد قدمته فداءً لوطنه وحرمت منه، وفي هذا اليوم تذكره حين كان يمر بها لمعايدتها في عيدها ليقول لها لن أنسى ما قدمته لأجلي، وهي اليوم أصبحت تمر به لكي لا تنقطع لذة عيد الام بغيابه.
لم يخلو حديث أم الشهيد عبد القادر من الإيمان والقوة قبل أن تمر بها عبرة جعلت دموعها تسيل على خدها بمجرد تذكر كيف كان يعايدها في كل عام مثل هذا اليوم لتقول بكلمات متقطعة النفس (كان ولدي في صباح عيد الأم يزين عيدي بيديه الحنونتان وينطق كلمة كل عام وأنت بخير يا ست الحبايب).
وبكلمات لا تخلو من الحزن وعينين تملئهما الدموع تهمس أم الشهيد” كان دائماً يزورني في عيد الأم وأنا الآن أزوره في قبره وأقدم له الورود”.
واختتمت أم الشهيد أن الام ليست هي التي تنجب فقط بل هي التي تنجب الأبناء وتربيهم وتقدمهم لخدمة بلادهم والعيد ليس عيد الأم فقط بل العيد بتحرير بلادنا كاملة من الإرهاب وعودتنا إلى بيوتنا والعيش بسلام، في ذلك الوقت يكون العيد قد اكتمل.
ومن جهتها قالت والدة الشهيد عباس وهو أول شهيد في مخيم عين عيسى أنها فخورة بما قدمه ابنها باعتباره أول شهيد في المخيم، وأضافت: أن ولدي كان المعيل الوحيد لنا ورغم ذلك أراد أن يلتحق بركب المقاومة وأنه ليس بأفضل من غيره ممن ذهبوا للدفاع عن وطنهم.
وأضافت أنه وبالرغم من غيابه في هذا العيد إلا أنه حاضر معي في كل زاوية من تفاصيل حياتنا وذاكرتنا وأنني رأيته في أحد أحلامي وهو يهديني وردةً تُصاحبها قُبلةٌ يُعبر بها عن مدى تقديره ومحبته لي كما كان يفعل في الواقع، مُضيفةً أننا سنظل ننجب الأبطال لنقدمهم قرابين في سبيل تحرير هذا الوطن.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية