ومضة عن حياة مقاتل
الشمال السوري بشكل عام والرقة بشكل خاص هذه الرقعة الجغرافية لطالما شهدت معارك وتضحيات وملاحم سطرها التاريخ بأحرف من ذهب، وليمجد ويخلد تضحيات رجالٍ أصبحوا اساطير في ساحات الوغى، رجالٌ لم يهابوا الموت يوماً حتى وصل الحال ببعضهم بأن يخسروا أطرافهم ويبقوا ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية ويقودوا مقاتليهم للنصر ولتطهير التراب السوري.
المقاتل فهد عواد الصايل أحد أبناء مدينة الرقة السورية كان في أحد الأيام سائق سيارة اجرة حتى دقت ساعات الصفر وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها بدأت حملاتها لتطهير التراب السوري من رجس الإرهاب الداعشي، التحق عندها بقوات سوريا الديمقراطية وشارك في معارك عديدة، منها معارك تل ابيض وعين عيسى وتل السمن وأرياف الرقة كلها حتى معارك مدينة الرقة كلها، حتى جاء ذاك اليوم المشؤوم في حارة الحني عند مشفى الأطفال، حيث بُترت ساقاه عندما كان يحاول إخراج الأهالي من داخل الاشتباكات.
حيث قال لنا المقاتل الصايل وهو يروي لنا تلك الحادثة: لقد اصبت عدة مرات خلال المعارك التي شاركت بها مرة في ريف الرقة ومرة قد انفجر بي لغم عند مشفى الأطفال، عندما كنت أحاول اخراج بعض المدنيين العالقين في نقطة الاشتباك، حيث كنت أنا وأحد المقاتلين نحاول أن نقطع الطريق لكي نصل للعالقين داخل نقطة الاشتباك ونخرجهم، وإذ بلغم يعمل لاسلكياً انفجر بنا وفقدت الوعي وعندما فتحت عيني وجدت نفسي داخل مشفى الشهيدة سارية في الحسكة وساقاي مبتورتان.
وتابع المقاتل الصايل حديث قائلا: ولم أحزن حينها عندما وجدت ساقي مبتورتين لأني كنت أدرك جيدا بأن هذا الطريق محفوفة بالمخاطر، حيث أدركت أنه يمكن أن يموت المرء أو تقطع إحدى أطرافه لهذا لم أبالي، وها أنا الأن ما زلت أرتدي البدلة العسكرية وأرفع راية قوات سوريا الديمقراطية ومستعد أن أبقى في خدمة بلدي على القدر الذي أستطيع.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية