مأساةٌ حقيقية وحلمٌ بسيط
كانت الإنسانية وعلى مرّ العصور تدعو دائماً إلى ضرورة الاهتمام والعناية بالإنسان بِغضّ النَّظر عن جنسهِ أو لونه أو عرقهِ وتوفير الحياة الكريمة له، هذا كله بالنسبة للإنسان العادي السَّليم فكيف إذا كان هذا الإنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة (مُعاقّ)، هنا يجب أن تتكاثف الجهود والطاقات لتوفير كل ما يحتاجه هذا الإنسان ولا تقتصر هذه القضية على الدور الفردي فحسب وإنَّما هي قضية مجتمعٍ بأكمله.
عبد اللطيف الرَّجب والبالغ من العمر38 عاماً من مدينة البُصيرة بريف دير الزور مُصابٌ بإعاقةٍ في قدميه (شلل) منذ الصّغر، وذلك نتيجة تعرُّضهِ للمرض وعدم مداواته لضعف الحالة المادية التي يعيشُها.
تحدَّث لنا عبد اللطيف الرجب قائلاً: هربنا من بطش تنظيم داعش الإرهابي وأتينا هنا إلى مدينة الشدادي.
أسكُن حالياً مع أخي في هذا البيت الذي قدمه لنا أحد فاعلي الخير بعدما قضينا عدَّة أيامٍ في الخَلاءِ ننام فيها على أرصفة الشوارع، لم أنعم لا في طفولتي ولا في شبابي، فقد كُنتُ دائماً أتمنى أن أمشي وأركض ولو لدقائق فقط، حتى أهلي عندما سًأموا من حَملي أحضروا لي قطعة الحديد هذه ليسهل عليهم تحريكي والتي هي أَشبَهُ بالجمرِ في أيّام الصيف، حتى عندما أُريدُ الذهاب للحمام أنتظرُ لساعاتٍ حتى يأتي أحدُهُم لكي يَجُرّني خلفهُ.
يَجرّونني في صباحِ كل يومٍ إلى أحد الطُّرقات حيث أجلسُ هناكَ حتى المساء تحت هذه الشمس الحارقة لأبيعَ مادة البنزين عبر قَواريرَ مُجَهّزة ومملوءة مُسبقاً وذلك لنستطيع تأمين لقمة العيش.
ويضيف الرجب: لا أتمنّى المال ولا الزواج ولا غيرهما، كلُّ أحلامي وأمنياتي في هذه الحياة تختصرُ في كُرسيٍّ مُتحرّكٍ أستطيعُ بواسطتهِ التحرك بمفردي دونَ مساعدةِ أحد وأُناشدُ المنظمات الإنسانية أن تُساعِدَني بتحقيق هذه الأمنية البسيطة.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية