مريم.. الطفلة التي تتحدّى واقعها المرير
أدّت الحرب السّوريّة الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات إلى تدميرٍ ممنهج للبشر والحجر على امتداد الجغرافيا السّوريّة. فكل مقومات الحياة تعرّضت للخراب والدمار نتيجة هذه الحرب العبثية التي اجتاحت حياة السوريين كباراً وصغاراً.
“مريم” الطفلة ذات السنوات السّت، كانت إحدى ضحايا هذه الحرب المدمّرة، وفقدت ساقها اليسرى نتيجة قصفٍ جوّي نفّذه طيران النظام السّوريّ على مدينة الطبقة عام 2013 عندما كانت في عامها الأوّل.
“مريم”، ابنة العائلة المؤلّفة من سبعة أفراد، والداها وشقيقة وثلاثة من الأشقّاء، والتي تعاني أوضاعاً ماديّة مزرية للغاية وتعيش في أحد أحياء مدينة الطبقة، ووالدها “أحمد الخلف” مقاتلٌ ضمن قوّات سوريّا الديمقراطيّة التي حرّرت المدينة من سواد الإرهاب.
حُرمت “مريم” كسائر أقرانها في عموم المناطق والمدن السّوريّة من فرصة التعلّم والالتحاق بمدرستها الابتدائيّة بسبب الحرب الدمويّة التي أكلت سبع سنوات من عمر جيلٍ كامل حُرم من أهمّ حقوقه الأساسيّة، فالإرهاب لم يترك فرصة إلا واستهدف فيها البنى التحتيّة في المدن التي سيطر عليها ومن ضمنها المدارس ودور التعليم.
وبعد فرض الأمان والاستقرار في المدينة التي طغى عليها اللون الأسود وعودتها إلى سابق عهدها، بدأت المدينة المنكوبة بالانتعاش شيئاً فشيئاً لتزيل السواد الذي كان يكتنفها. وبدأت رحلة النهوض من تحت ركام الحرب التي أرهقت كاهل السّوريين. فالتحقت “مريم” ببرنامج دعم ذوي الاحتياجات الخاصّة ضمن “مركز الطفولة الآمنة” في منظّمة “أمل أفضل للطبقة” للنهوض بالواقع التعليميّ ضمن المدينة بعد سنواتٍ من الفوضى والحرمان.
تروي والدتها (لم تفصح عن اسمها) قصّة معاناة مريم مع وضعها الجديد وخصوصاً بعد أن فقدت ساقها فهي لا تستطيع أن تكون كأشقّائها وشقيقتها.
ورغم سنّها الصغير، تعاند “مريم” قدرها وتصرّ على التوجّه إلى “مركز الطفولة الآمنة” لتستطيع تعويض بعضٍ مما حُرمت منه خلال سنوات الحرب.
وتشير الوالدة، أنّ كلّ المنظمات التي وعدتهم بتأمين ساقٍ اصطناعيّة لابنتها لم تفي بوعودها، لذا تطالب الجهات المعنيّة بالنظر في حالة “مريم” وتقديم العون اللازم لها.
“مريم”، ورغم فقدانها لإحدى ساقيها نتيجة هذه الحرب، إلا أنّها مازالت كتلة من النشاط والطّاقة ضمن المركز، كما يؤكّد مدرّبوها. وتعتبر من الأطفال المتميّزين ضمن هذا المركز المختصّ بتقديم الدعم النفسيّ والمعنويّ للأطفال المتضرّرين من الحرب وذوي الاحتياجات الخاصّة.
المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة