تراجع محصول القطن… التهديد الأبرز لاقتصاد الرقّة
تعدّ الزراعة الدعامة الأساسيّة وعصب الاقتصاد في الشمال السوريّ، إلّا أنها لا تلقى الاهتمام اللازم. ويعدّ المزارعون الشريحة الأكثر تضرّراً من إهمال هذا الفرع الحيويّ.
فما بين مشاكل الري التي ظهرت عبر تقنين ضخ مياه سدّ الفرات، وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، إلى ارتفاع أسعار الوقود والمحروقات، يبقى المزارع يترنّح ما بين العراقيل التي توضع له وسوء ترشيد الاستثمار الزراعيّ.
مزرعة تشرين والقرى المحيطة بها “الرجم الأبيض وكبش وسطي وحزيمة” من القرى التابعة لمدينة الرقة، والتي تُعتبر من أكثر المناطق تأثراً من الناحية الزراعيّة، فقد شهدت كما غيرها من مناطق مدينة الرقّة انهياراً وتراجعاً كبيراً في مستوى الإنتاج الزراعيّ عموماً وزراعة القطن بشكلٍ خاصّ.
مشاكل الري التي ظهرت نتيجة انخفاض مستوى مياه سدّ الفرات الذي يمدّ المنطقة بمياه الريّ عبر القناة الرئيسيّة هي من أبرز ما يواجهه مزارعو هذه المناطق والتي أثّرت سلبيّاً على مردوديّة محصول القطن هذا العام. يضاف إليها إصابة المحصول بدودة القطن المعروفة باسم “الدودة الأمريكيّة” وعدم وجود المبيدات الحشريةّ المناسبة وارتفاع أسعارها إن وُجدت، إلى جانب ارتفاع أسعار الأسمدة التي بلغت /17000/ ل.س للكيس الواحد (50 كغ) في السوق السوداء مقابل مبلغ /10000/ ل.س للكيس في السوق النظاميّة.
حسين العرودة، رئيس لجنة الزراعة في دار الشعب بمزرعة تشرين، تحدّث في هذا الخصوص قائلاً: “يعدّ القطن المحصول الرئيسيّ في منطقتنا، والذي يعتبر المورد الأساسيّ للدخل، لكن مشاكل الريّ الناتجة عن انخفاض منسوب مياه الفرات، إضافة لانتشار الأمراض الحشريّة شكّلت العائق الأكبر للمزارعين هذه السنة”. مشيراً إلى أنّ عدم وجود دعمٍ كافٍ للمزارعين سيؤدّي بهم للإحجام عن زراعة القطن في العامّ القادم، وهو ما يشكّل تهديداً على اقتصاد المدينة والشمال السوريّ برمّته.
ومن جانبه أشار المزارع خليل الغرقان من قرية كبش وسطي، إلى أنّ محصوله تضرّر بشكلٍ كبير بسبب نقص السقاية الناتجة عن سياسات التقنين التي تتبعها هيئة الزراعة في الرقّة، وإصابة المحصول بدودة القطن الأمر الذي تسبّب بخسائر كبيرة لنا.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالقطن في مزرعة تشرين ومحيطها حوالي /25000/ دونم، حوالي /19000/ دونم منها زُرعت هذا العامّ، بينما المساحة المتبقيّة فقد أحجم المزارعون فيها عن الزراعة بسبب صعوبة تأمين مياه الريّ والتي يضطرون لمواجهتها بشراء مضخّات خاصّة لاستجلاب المياه والذي يكلّفهم نفقاتٍ إضافيّة تتمثّل بتكاليف الوقود اللازم للمضخّات.
وإلى حين إيجاد الحلول الناجعة لمشاكل المزارعين، يبقى الهاجس الأكبر هو من سيتحمّل تبعة التراجع الكبير في إنتاجيّة محصول القطن هذا العام؟.
المركز الإعلاميّ لقوّات سوريا الديمقراطيّة