لا للتمييز العنصري.. نعم لأخوة الشعوب
أفين يوسف
ظهرت ظاهرةُ التمييز العنصري في بدايات الوجود، أي عند خلق الله الحياة والعيش على الأرض، “التمييز الكردي؛ العربي؛ السرياني؛ الشركس؛ الأرمن وغيرهم من الطوائف”، التمييز العنصري الذي يكون عند وضع شروط وقوانين يتم تطبيقها على فئة معيّنة من المجتمع دون أخرى، وبدون سبب واضح لذلك، وتكون هذه الشروط لصالح فئة أخرى، مما يسبب ضرراً وإيذاءً للفئة الأولى. واستمرت هذه الظاهرة لفترة طويلة الأمد، وكلها حدثت نتيجة أفكار الدولة القومية التي تطمح للسلطة وإثارة الفتن بين المكونات لعدم اختلاطهم في العيش المشترك في الدولة الواحدة، وذلك نتيجة الاعتقادات والأفكار الدينية والتعددية لدى الكثير من المكونات “العنصرية” من خلال الدين أو اللغة أو القومية أو الطائفة أو العادات والتقاليد “لفئة معينة” أو لون البشرة أو السكن. والبعض منها أدت إلى الفتن والحروب بين الشعوب والدول، ولم يمر عصر من العصور إلا و شهد فيها هذه الظاهرة وبالأخص في زمن كثرت فيها الأفكار السلطوية القومية. لعبتِ الثوراتُ التي شهدناها مؤخراً على إخماد البعض من الأفكار العنصرية لدى البعض من الشعوب. مما أدى إلى التماسك والتحالف بين الشعب الواحد. “كلمة سوريا” بعد قيام ثورات الربيع العربي وخاصة في سوريا وبعدها ثورة 19 تموز في روج افا – شمال سوريا – التي حدثتا في زمنٍ غيرت الموازين بأكملها، ومع ظهور مفهوم الأمة الديمقراطية والتعايش المشترك وأخوة الشعوب في روج افا أدرك الشعبُ السوري أن التمييزَ العنصري لا مكان له بين الشعوب المتعايشة مع بعضها البعض، وخاصة عندما تكون الشعوب متحالفة ومتفقة على مشروع ما، وإن إنشاءَ إدارات ذاتية ديمقراطية تحقق المزيد من التوجه نحو الديمقراطية و ثم تلتها فكرة الرئاسة المشتركة في الإدارات و المؤسسات والأحزاب والتي يترأساها جميع المكونات لا فئة دون الأخرى. وبنظرة سريعة إلى المجال العسكري سنجدُ الأدلة والبراهينَ على ذلك من خلال انضمام أغلب المكوّنات إلى القوات التي تقوم بحماية المنطقة وتساهم في دحر الإرهاب بجميع أشكاله “انضمام المكونات العربية والسريانية إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وانضمام المكون العربي والكردي إلى قوات الأمن السريانية /السوتورو/”. السؤال يطرح نفسه المجتمع الذي عانى الكثير من الآلام والمعاناة من الشعوب الأخرى كيف لها أن تكون كغيرها تملك التمييز العنصري، مجتمع قدّم الآلافَ بل الملايين من الشهداء من مختلف المكونات من أجل حريتها من هذه العبودية، عبودية سلطة الدول القومية. إلى جانب ذلك المجتمع الذي يمرّ حياته تحت يد السيطرة والعبودية والحاكمية لا يمكنه أن يدوم، المجتمع المفتقر للحرية يصبح شعبه أيضاً بلا حرية وبلا معنى، ووجود الكثير من التغييرات التي تطرأ على بعض العادات والتقاليد البالية التي كانت مؤثرة في حياتنا اليومية وفي علاقتنا مع الآخرين. لا يغيب عن بالنا هنا مشاركة المرأة من مختلف المكونات وفي جميع مجالات الحياة ووقوفها إلى جانب الرجل، وحتى في الجانب العسكري وقفت المرأة جنباً إلى جنب الرجل في جبهات القتال. من خلال فلسفة قائد الشعوب عبد الله أوجلان تعلمنا أن مفهوم أخوة الشعوب هو المفهوم الأصح والأنجح لتجاوز الخلافات بين الشعوب، والوصول إلى صيغة توافقية بينهم. وبحسب رأي الأغلبية لهي تجربة نموذجية للشعوب الشرقية، ولسوريا المستقبل، حيث هي السبيل الوحيد للخلاص والتحرر من السلطة والعبودية. وتحت “شعار أخوة الشعوب والتعايش المشترك” حققت قواتنا انتصاراتٍ كثيرة لبناء مجتمع ديمقراطي مبنيّ على الديمقراطية والسلم الأهلي. لهذا، التمييز العنصري لا يكون له مكان ولا زمان في المكان الذي يتواجد فيه تعايشٌ مشترك بين مختلف المكونات.