دعاء.. طفلة بأحلام محطمة
بين أحياءٍ مدمرة وأرواح معلقة، كانت الرقة إحدى المدن السورية التي بطش بها الإرهاب وعانا أهلها الكثير بسبب الخناق الذي حبس به أنفاس الصغار والكبار.
أهالي مدينة الرقة الذين عانوا من أزمة الحرب التي خلقها داعش في الرقة دفعوا ثمن هذه الحرب القذرة التي لم ينجُ منها صغير ولا كبير.
الطفلة “دعاء علي السليم” من مدينة الرقة سكان حارة البدو والبالغة من العمر ١٣ عاماً، دفعت ثمن باهظاً من طفولتها عندما بُترت يدها اليمنى أثناء محاولاتهم للهروب من مدينة الرقة.
روت لنا “دعاء” المأساة التي مرت بها أثناء هروبها هي وأهالها من المدينة، وتقول: فقدت أغلى ما لدي في صغري، وحرمت لذة الطفولة بسبب هذه الحرب التي بترت لي يدي وحرمتني اللعب مع أصدقائي وأخوتي، واليوم أنا وحيدة لا أحد يلعب معي وأشعر بنقص في حياتي.
تستذكر مرارة تلك اللحظات وببراءة الطفولة تسأل: ما ذنبي أنا حتى تقطع يدي؟؟ ما ذنب أخي حتى يموت؟؟ كنا نسمع عن الحرب ونشاهد الأطفال يقتلون على شاشات التلفاز ولم أكن أتخيل أني سأكون مشهداً من تلك المشاهد.
تحدثنا والدة الطفلة “دعاء” قائلة: خرجنا أيام تحرير المدينة من تنظيم داعش، وكانت القذائف تنهمر كالمطر فوق رؤوسنا، وحاولنا الهروب والاختباء في أحد المنازل ولكن توفي أبني البالغ من العمر ٨ سنوات بسبب القذائف التي كانت لا تعرف صغير من كبير، وأصيبت ابنتي” دعاء” وبترت يدها اليمنى، بقيت “دعاء” تنزف يوماً كاملاً بسبب قناصة داعش والرصاص العشوائي ولم نتمكن من الخروج إلى أن أتى مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية وحررونا وأسعفوا ابنتي إلى مشفى ميداني ومن بعدها إلى مشفى مدينة تل ابيض.
هذا حال “دعاء” الطفلة اليائسة، متحطمة الأحلام وفاقدة للأمل كحال ما يقارب ال٩٠٠شخص ممن فقدو أطرافهم أطفالاً وشيوخ ونساء من أبناء مدينة والذين بدورهم يناشدون المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن تتحمل مسؤولياتها اتجاههم، وتقدم لهم الدعم النفسي أولاً ثم تقديم الأطراف الاصطناعية التي علها تعوضهم عن شيء مما فقدوه.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية