الرقة…تاريخ لا يمكن أن يُمحى
تشتهر مدينة الرقة منذ آلاف السنين بأثارها العظيمة والتراث الذي حافظت عليه على مر العصور التي تعاقبت على المدينة، حيث يوجد في المدينة عدة مواقع أثرية تدل على اهتمام من سبقونا عبر التاريخ بالمدينة لموقعها الجغرافي الهام على ضفاف نهر الفرات.
ومن أهم مواقع الرقة الأثرية التي لا تزال شامخة رغم ما تعرضت له المدينة من دمار في الحرب الأخيرة التي عانت منها المدينة:
“قلعة هرقلة” أو (قصر هرقل) إحدى أهم المواقع الأثرية في الرقة، تقع على بعد 6 كيلو مترات من مركز المدينة، أُنشأت القلعة تخليداً لذكرى الانتصار الكبير على الروم، وفتح وتحرير مدينة هرقلة، وبناء هذا القصر متميز ويعد قصراً فريداً وآبدة اثرية تذكارية، وهو على شكل مربع”100″م، وله أربعة أبراج ضخمة دائرية الشكل، أضلاعه الثلاثة “أواوين” تنفتح نحو الخارج قبالة أربع بوابات كبيرة تتوضع على سور دائري يحيط بالقصر. أما اليوم بعد مرور سنوات من الحرب والدمار أُهملت القلعة بسبب الظروف التي مرت بالمدينة والهجرة التي طالت أهل المنطقة.
“باب بغداد” الأثري يقع في مدخل مدينة الرقة الشرقي، سمي بباب بغداد لأنه كان منطلق الطريق إلى مدينة بغداد العراقية في ذاك الزمان.
عرض الواجهة 7 م بارتفاع 5 م محاذياً لبرج متصل بالسور، وفتحة الباب بارتفاع 2.5م يعلوها قنطرة ذات قوس مكسور، وعلى جانبي الباب حنيتان زخرفيتان ويعلو هذه الواجهة “أفريز” عريض مؤلف من صفين من الحنيات السفلى تتلوها أقواس نصف دائرية والحنيات السفلى تعلوها أقواس مفصصة ثلاثية، ويحيط بالإفراز إطار بارز، وينفتح الباب من الداخل إلى دركاه ضمن صيوان بعمق متر كانت تعلوه قبة.
“سور الرقة الأثري” يقع سور الرقة في مدينة الرقة ويبلغ طوله 5كم، شيدت أسوار الرافقة “بالآجر” بشكل مضاعف، فهي مؤلفة من السور الداخلي وحوله السور الخارجي وبينهما الفصيل، ويحيط بالسور الخارجي الخندق عند الضلع الجنوبي الذي كان محاذياً للنهر.
أعيد إنشاء باقي الأبراج في عام 1975 من قبل مديرية الآثار وبخاصة التي تدعم السور الشرقي والجنوبي، وكان سمك السور الداخلي 5 م، وكان للأسوار بابان عظيمان، باب في الزاوية الجنوبية الغربية “باب الجنان” وباب في الزاوية الجنوبية الشرقية ما زال ماثلاً يسمى “باب بغداد”.
“متحف الرقة” في عام 1981 تم افتتاح متحف الرقة الأثري والشعبي في بناء السرايا القديم، وكان معداً للهدم فقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بإيقاف هدمه وترميمه وإعداده ليكون متحفاً يضم آثار مدينة الرقة التي تم الكشف عنها بجهود مجموعات من المنقبين العالميين والمحليين. يتألف البناء من طابقين، وعند مدخل المتحف نجد لوحة فسيفسائية جميلة تعود إلى القرن الخامس عشر الميلاد عثر عليها في “حويجة حلاوة” في مدينة الرقة.
وزين البهو الكبير في الطابق الأرضي بلوحات فوتوغرافية لأهم مواقع الآثار في سورية كما خصص في هذا الطابق جناح للآثار القديمة وجناح آخر للآثار من العصور الرومانية والبيزنطية، مع جناح للفن الحديث، أما الطابق الأول فلقد خصص للعصور العربية الإسلامية، منها خزف الرقة وزخارف قصور الرقة الداخلية وهي إطارات جصية بارزة وتيجان وعقود حجرية وجرار فخارية، وفي الطابق نفسه قسم يتعلق بالتقاليد الشعبية في الرقة.
“قصر البنات” ثمة بناء هام يطلق عليه اسم “قصر البنات”، قائم في الجهة الشرقية الجنوبية من الرافقة وضمن أسوارها، لم يبق منه إلا الأطلال الضخمة، يعود إلى القرن الثاني عشر، يتألف هذا القصر من باحة مركزية تطل عليها “أواوين” أربعة ويفتح في الجنوب مدخل رئيسي يقابله في أقصى الشمال صالة خلفها حجرة وإلى جانبيها حجرتان، وتطل الصالة على باحة ورواقين، ويمتد القصر شرقاً وغرباً تحت الشوارع القائمة، لقد أصبح القصر واضح المعالم بعد أن أعيدت الجدران والفتحات والأروقة إلى وضعها الأصلي..
“تل البيعة” يعدّ هذا التل من أهم التلال الأثرية في الرقة، ويقع على الجانب الأيمن لنهر البليخ عند التقائه بنهر الفرات وإلى الشرق من مدينة الرقة بمسافة 2كم.
لقد تبين للأثريين أن هذا التل هو موقع مدينة “توتول” التي تعود إلى عصر البرونز. ولقد تم العثور في الموقع على أثار معابد وقصور كشف عن جزء منها وحددت معالمها في عام 1983. وتعود مدينة “توتول” إلى مطلع الألف الثاني ق.م، وبسطت نفوذها على شواطئ النهر، فلقد كانت مرفأ لصناعة السفن، ومن أشهر ملوكها “ياخلوكوليم”، ولقد هدم ملك ماري أسوار “توتول” وجعلها تحت سلطاته.
هي الرقة التي عاصرت العديد من الأحداث وخلدتها بين جنباتها، ولاتزال تحتفظ ببعض الرموز والدلالات التي تؤكد أهمية المدينة التاريخية.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية