الائتلاف السوري وصناعة الأوهام
كافة المكونات السورية من العرب و الكورد و السريان و العلويين و الدروز و تركمان و الشركس و ممثلي الطوائف والأديان من المسلمين و الأيزيديين و العلويين و المسيحيين و غيرهم من المكونات و الطوائف ، يتأملون في يوما ما تشكيل جيش وطني يضم الجميع ، ويخلص هذا البلد من الانقسام والحروب ويحمي الجميع دون استثناءات.
وتشكيل قوات سوريا الديمقراطية QSD كان من أجل تحقيق هذا الهدف .
ف QSD هو جيش يضم كافة المكونات دون إقصاء أحد ويسعى لتحقيق طموحات كافة المكونات أيضا، ويعارض العنصرية والشوفينية والتسلط .
وهو حاليا يضم تشكيلات وفصائل عسكرية منضبطة و فعالة وفي تطور يومي مستمر .
و قوات سوريا الديمقراطية هي القوة العسكرية الأولى دون منازع من حيث النوعية و العدد و السيطرة الجغرافية ، من بين جميع القوات المعارضة الأخرى .
فهي تضم بحدود 100 ألف مقاتل ومقاتلة دون أن نحسب عشرات الآلاف من القوات التابعة للإدارات الذاتية التي هي عمليا في تنسيق مع هذه القوات .
و تسيطر QSD حاليا على ربع المساحة السورية تقريبا وهي أيضا بذلك تحتل المرتبة الأولى من بين جميع قوات المعارضة بمختلف فئاتها و انتمائتها السياسية والمذهبية .
و الأهم أن قوات سوريا الديمقراطية هي قوات تابعة لتنظيم سياسي معتدل يمتلك نهج ديمقراطي ووطني ، وبرنامج سياسي متكامل ، وحلول تلبي تطلعات كافة المكونات .
مناسبة هذا الكلام هو ما يتم الترويج له من قبل ما يسمى الائتلاف السوري بشأن تشكيل ما يسمى بالجيش الوطني.
فادعاءات هذا الكيان بأنها تسعى إلى تشكيل جيش وطني هي ادعاءات قديمة- جديدة , فمنذ بدايات تشكيل الائتلاف تم نشر هكذا ادعاءات وكنوع من الأوهام العديدة التي اختصت بصناعتها الائتلاف السوري.
الائتلاف السوري كمان هو معروف تشكيل غير متجانس وخليط يضم القومويين العنصريين والإسلاميين المتطرفين مع بعض بقايا المنسلخين من عقائدهم و ارتضوا بالإرتزاق لجماعات وجهات إقليمية و دولية .
وهو تشكيل لا يملك على الأرض شيئا، فرغم أنه يدعم أغلبية الحركات و التنظيمات المتطرفة في سوريا لكنها لا تملك أي تاثير عليهم .
فحتى ما يسمى بحكومتها المؤقتة التي تشكلت في تركيا غير قادرة على تشكيل و لو مكتب صغير في المناطق التي تسميها هي بالمناطق المحررة ,و يبدوا أنها ستظل في تركيا كتشكيل تابع للوالي التركي في عينتاب .
الجيش الوطني التي يتحدث عنها الائتلاف السوري هو مجموعة من التنظيمات الإسلامية المتطرفة و التي تسمى حاليا بدرع الفرات وهي مجموعات مسلحة تأخذ كل أوامرها وتعليماتها من السلطان العثماني الجديد ,والعديد منها أسماء لفصائل وهمية، لكن جميعها مرتبطة بمركز واحد و يتم إدارتهم من قبل دولة إقليمية تسعى بكل جهدها لضم جزء من الأراضي السورية إليها تحت مسميات التحرير و ضرب الإرهاب.
باختصار هو إطلاق اسم جيش وطني على مجموعات مرتزقة لا أكثر ولا أقل .
و مثلما كانت مهمة الائتلاف و منذ بداية تاسيسها وحتى الآن هي صناعة الأوهام لدى الشعب السوري مثل ” عدم التفاوض مع النظام وعدم القبول إلا برحيل رأس النظام ،و و من يفاوض فهو عميل ، ونحن فقط من نمثل الشعب السوري ، و الدول ستدعم الثورة ، ورحيل النظام بات وشيكا ، وتأتينا الوعود من الدول ، وقريبا ستنتهي الأزمة، و حزب PYDحزب انفصالي، وتركية صديقة الشعب السوري …” هذا الادعاء أيضا هو وهم جديد يصنعه الائتلاف، محاولا وضع قناع الوطنية على مجموعات مرتزقة تحاول إرضاء دول إقليمية على حساب الدم السوري .
لكن الوضع حاليا يختلف مع عدم القبول الشعبي الداخلي لسياسات الائتلاف ،ومع الرفض الدولي لدور أنقرة و دور المجموعات المرتبطة بها في الأزمة السورية ,ولذلك فإن هذا الادعاء هو مجرد وهم لا تاثير له إطلاقا .
و تحرير الرقة ستكون بداية لمرحلة جديدة في الأزمة السورية ،سيساعد فيها تصعيد دور القوى الديمقراطية و الوطنية ، وانحدار القوى المرتبطة بأجندات ومشاريع إقليمية التي مارست طوال سنوات الأزمة التضليل والأكاذيب لتشويه سمعة القوى الديمقراطية والوطنية.
ويقين أن تشكيل الجيش الوطني لاعلاقة للائتلاف به لا من قريب ولا من بعيد .
فهذه المهمة هي مهمة من يملك على الأرض شيئا أي هي مهمة قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل حاليا نواة ومركز و طليعة الجيش الوطني ، وهي ستجمع حولها كل القوى الاعتدال لبناء سوريا اتحادية و ديمقراطية ، وستبقى مهمة الائتلاف وغيرها من المجموعات المرتبطة بمشاريع أنقرة فقط هو الإرتزاق وأن حاولوا وضع قناع الوطنية والاعتدال و الديمقراطية.
نورالدين عمر