ياسمينة بيضاء تزهر في ربوع الثورة
ما بين التقاليد البالية والواقع السوري الشرق أوسطي كانت تعيش المرأة بتناقضات كبيرة فتنظر إلى ما حولها بنظرة الاستغراب مما يجري حولها وتسأل نفسها من أكون وماذا أريد من هذه الحياة ولماذا عليّ تقليد النساء اللواتي سبقنني
من أمي وجدتي لماذا عليّ تقليد لباسهنّ وطرز حياتهن حتى قرارات زواجهن ومن هو النظام ولماذا نخاف أن ننطق مجرد النطق بشيء ضده.
هذه التناقضات سيطرت على عقل كثير من الفتيات ك آسمين دجلة الفتاة العربية التي بلغت الاثنا والعشرين عاماً من مدينة حلب فالمرأة كانت تذهب من سجن مظلم إلى زنزانة معتمة، وهي تتنقل من كنف الأب إلى كنف الزوج، لذلك لم تقبل الواقع بأن تعيش كالفتاة الأسيرة المثقلة بقيود العائلة، بل انضمت إلى وحدات حماية المرأة تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وكانت بذلك الفتاة الأولى التي كسرت قوانين العشيرة التي لا تقبل المرأة المقاتلة، لتخلق تاريخ جديد بعيد عن النمطية, ولتكون مثالاً يحتذى به, للمرأة المقاتلة الحرة.
وأكثر ما تأثرت به آسمين هو درس المجتمع الطبيعي الذي يكشف كيف عاش الإنسان في البدايات، وكيف شوهت الأنظمة الحقائق التاريخية بما يخدم مصالحها ويحقق غايتها حاملة شعار الغاية تبرر الوسيلة.
وما كان يجري من انتخابات ليست عبارة إلا عن أكاذيب يكذبها النظام على نفسه ويصدقها أما الشعب الأعزل الذي لاحول له ولا قوة فكان يصوت كل مرة على نفس الشخص وبنفس الطريقة يفوز نفس الشخص بأغلبية مدهشة, كل تلك الأمور كانت محط استهزاء للشباب العربي وخاصة آسمين التي كانت تخرج بمظاهرات لتأييد النظام السوري قسرا مع إجبار الطلبة على رسم شعارات النظام وإجبارها على ذلك, ولكنها لم تكن تصرخ بل كانت تستمع إلى الهتافات العالية وتقول نحن كالعبيد حتى أصواتنا أصبحت ملك السلطة حتى وجوهنا البريئة ونحن صغار لم تسلم من الترويج والحيل.
لم تحقق آسمين حريتها إلا عندما أصبحت مقاتلة لها كلمتها ومن حقها التعبير الذي لطالما حرمت منه وهي صغيرة بقيد العائلة والدولة.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية