الكولونيل توماس، يزيد الأتراك قلقاً
كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول موضوع انسحاب القوات الأمريكية من سوريا على ضوء انتهاء معارك تحرير الرقة التي تكللت بتحرير المدينة وريفها بشكل كامل بتاريخ 20-10-2017وكأن القوات الأمريكية التي دعت إلى تشكيل تحالف دولي ضم العديد من الدول جاء فقط لتحرير الرقة السورية من تنظيم داعش وليس من أجل دحر الإرهاب بشكل كامل من على الأراضي السورية وتفنيداً لكل مما سبق ذكره عن إمكانية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وإيقافها الدعم العسكري لقوات سوريا الديمقراطية، القوة الوحيدة على الأرض جاء على لسان الكولونيل جون توماس المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)بأن قوات التحالف الدولي باقية في سوريا لدعم عمليات قوات سوريا الديمقراطية (الكردية – العربية) حتى إنجاز مفاوضات الحل السياسي في جنيف، وإن القوات الأميركية ستواصل في سوريا محاربة التنظيمات الإرهابية القريبة من تنظيم «القاعدة»، بما فيها «جبهة النصرة» التي غيرت اسمها مرات عدة «بغض النظر عن وجود داعش».
وشدد الكولونيل توماس على أنه رغم مساهمة روسيا ونظام الأسد، فإن النصر على «داعش» في سوريا هو إنجاز قوات سوريا الديمقراطية على الأرض والتحالف الدولي جوّاً بشكل أساسي.
وأكّد المتحدّث بأن الولايات المتحدة ستبقى في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية حتى انتهاء محادثات «جنيف»، وأوضح: «نواصل تدريب قوات الأمن السورية في الرقة، كما فعلنا في منبج، فضلاً عن تطهير المناطق التي كان يسيطر عليها داعش من القنابل والألغام وغيرها»، لافتاً إلى أن عودة مئات الآلاف إلى مناطقهم وإعادة بناء بيوتهم مرهون بعودة الأمن.
وفي المقابل لايزال النظام السوري يعلق الآمال على بقاء القوات الروسية والمليشيات الإيرانية والعراقية التي حافظت وبشكل كبير على وجوده على سدة الحكم في سوريا لكن ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وما أصدره من قرارات ربما يغير من نظرة النظام السوري إلى الأطراف الأخرى التي تسعى حقاً للقضاء على الإرهاب وملاحقتها على الأرض وخصوصاً قوات سوريا الديمقراطية التي أنشأت مؤخراً مركزاً للتنسيق بينها وبين القوات العراقية لمراقبة الحدود، وجاء هذا سعياً من قوات سوريا الديمقراطية للقضاء على الإرهاب وقطع الطريق أمامه لضمان عدم عودته الى الأراضي السورية.
فقد أصد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قاعدة حميميم الجوية في سوريا أمراً صريحاً وبشكل علني بسحب جزء كبير من القوات الروسية، وهو ما قاله قائد المجموعة العسكرية الروسية إنه سيبدأ اليوم 11-12-2017 موضحاً أن 23 طائرة ومروحيتين ومركزاً لإزالة الألغام ومستشفى عسكرياً سيتم سحبها من سوريا، بالإضافة إلى الشرطة العسكرية.
هذا ولاتزال المليشيات العراقية والإيرانية اللاعب الأبرز بعد القوات الروسية كجهات داعمة للنظام السوري على الأرض رغم ارتكابها للعديد من المجازر بحق الشعب السوري باسم الحق المشروع لملاحقة الإرهاب وباسم النظام السوري الذي دعاها لاستباحة الدم السوري (قانونياً!!) وبغض الطرف من قبل المجتمع الدولي لما تقوم به هذه المليشيات فاتحةً الباب أمامها لارتكاب المزيد والمزيد من الجرائم اليومية.
ولا ننسى أبداً ما تقوم به الفصائل المسلحة أو ما يسمى الجيش السوري الحر من انتهاكات بحق المدنيين بحج انتمائهم لأطراف مختلفة سواء للنظام السوري أو لقوات سوريا الديمقراطية مما قلل من حظوظها بالدعم الذي كانت تتلقاه من دول عربية وأجنبية مختلفة باسم مقاتلتها لإسقاط النظام الحاكم في سوريا وأنهم الجهة الوحيدة التي تتحدث باسم الثورة السورية، ولاتزال حكومة أردوغان وحزبه الحاكم في تركيا تقدم الدعم لهذه المجاميع المسلحة لتغطي بذلك على الانتهاكات التي تقوم بها سواء في منطقة عفرين وقصفها لها بشكل شبه يومي أو ما تقوم به القوات العسكرية التركية من محاولتها السيطرة على مدينة إدلب بعد سيطرة الفصائل المسلحة التي تدعمها على مدينة الباب السورية.
إن قوات سوريا الديمقراطية وبكافة مكوناتها العربية والكردية والسريانية والإيزيدية لاتزال القوة الوحيدة التي تعمل على الأرض بشكل جدي للقضاء على الإرهاب والتي تلبي مطالب الشعب في القضاء على الإرهاب الذي تشرخت جذوره في التراب السوري، وقد توالت نجاحات قوات سوريا الديمقراطية بمحاربتها لتنظيم داعش الإرهابي بدءً من تحرير مدينة كوباني وصولاً إلى تحرير مدينة الرقة، ولاتزال هذه القوات مستمرة في حملتها لتحرير المناطق المتبقية من ريف مدينة دير الزور هذا الأمر الذي يشجع التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية بالاستمرار بتقديم المزيد من الدعم العسكري واللوجستي لها.
أحمد الحسن
صحفي من مدينة الرقة