الباحثون عن العمل يفترشون الساحات العامة

على قارعة الطريق، في الساحات العامة في المدن والبلدات، يقف رجالٌ وفتيانٌ ناكسوا الرؤوس غير آبهين بشيء سوى لقمة العيش، رجالٌ وفتيان اعتمادهم على بنيتهم الجسدية، يكافحون في أجواء البرد القارس شتاءً وتحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً، إنهم ( العتالة).

ففي مدينة عين عيسى كثيراً ما نشاهد رجالاً، كما يسميهم السوريون (العتالة)، واقفين في الساحات أو جالسين ومتكئين على الأرصفة العامة بانتظار شخص أو سيارة تقف عندهم لتنقلهم إما خارج المدينة أو داخلها، تارة ليهدموا منزلاً متضرراً وأخرى لنقل بضاعةٍ أو أثاثٍ لمنزلٍ أو أي عمل آخر، بسعرٍ لربما هو الأرخص من بين كل فئات العمل بغية تأمين لقمة عيشه وعيش أطفاله.

فهذا العمل من أكثر الأعمال تعباً على الصعيد الجسد والذهني فهم يحملون أثقالاً أثقل من وزنهم، وكثيراً ما يعتبر بعض الناس أن هذا العمل هو تقليل لكرامة المرء وإهانة لهم.

 ونجد بعض عديمي الضمير يستغلون جهدهم وعملهم بأجرٍ قليل وينظرون لهؤلاء الذين لا حول لهم ولا قوة بنظرة استعباد وتصغير ظانين أن العمل والفقر معيبا ولكن ما العيب إلا في عقولهم، فرغم صعوبة العمل إلا أن لهؤلاء الرجال والفتيان إرادة فولاذية لا تثنى.

 معاذ واحد من بين هؤلاء المنتظرين الباحثين عن عمل برفقة أبيه بغية إعانته لتأمين معيشة هذه العائلة المكونة من ثمانية أشخاص وهو أكبرهم.

هذا حال الكثيرين مِمنْ يدفعهم الفقر وغلاء المعيشة المرتبط حالياً ارتباط وثيق بسعر الدولار الذي يهبط تارة ويرتفع أخرى قد دفعهم لهكذا عمل شاقٍ ومجهد .

 المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية.