عودة عربة الحياة للكثيرين في الرقة بعد موت داعش
منذ زمنٍ مضى كان اكتظاظ الشوارع الممتلئة بالمارّة والسيارات وصيحات البائعين وقع خاص وذكرى جميلة في أفئدة أهالي الرقة بالرغم من الازدحام الصباحي الفوضوي المعتاد.
والعربات المتنقلة من حيٍّ إلى آخر كانت إحدى الذكريات الجميلة التي تثير حنين السكان إلى تلك المشاهد بازدحامها واكتظاظها فكانت كصدفة رائعة تدفئ الناس وهم يسيرون بالبرد أو تبرد أرمقتهم في لهيب الصيف ومنها البوظة والسحلب والموالح والخضار والمواد الاستهلاكية أو حتى الخردوات.
وبعد تحرير مدينة الرقة من داعش عادت تلك العربات لتكمل عملها وتعيد ذكريات الماضي، إلا أن أصحابها يعانون أوضاعًا معيشية صعبة، في ظل معوقات كثيرة تقف في طريقهم، أبرزها كثرة العاملين في المجال، وغياب جهة تحصي أعدادهم وتنظم عملهم.
وقال زكور العابد الذي يعمل بائعًا متجولًا على عربة موالح أن المبلغ الذي يحصل عليه من العربة يكفيه، فهو يعمل من الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، وأوضح العابد أنه لجأ لهذا العمل لقلة فرص العمل المتاحة، بحيث أنه يجني 3500 ل.س.
أما علاء أحمد الغضبان فهو يمارس هذه المهنة منذ نعومة أظافره أي منذ ما يقارب أحد عشر عاماً ويعمل لأكثر من تسع ساعات يومياً في بيع السحلب لشراء مستلزمات المنزل الضرورية ويقطن الغضبان في حي الرميلة، يسوق عربته محاذاة مبنىً مدمر بالكامل، ويبيع عليها السحلب، حيث أكد لم يكن باستطاعتي تأمين محل أفتح فيه بيع السحلب وما زلت غير قادرٍ على ذلك في ظل ارتفاع الأسعار وامتلاء الحي بالسكان.
وتحدث أحمد العوض صاحب بسطة خردوات “إنني أبدأ العمل من الساعة السابعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، ويعزو سبب ارتفاع الأسعار إلى الركود الاقتصادي وتوقف الورشات والمعامل وارتفاع أجور نقلها خلال ظروف الحرب”.
كما سيقوم مجلس الرقة المدني بتنظيم العربات بوضع خطط تضمن عدم العشوائية وضبط الأسعار بما يخدم مصلحة المواطنين.
وما خلفته الحرب من أضرار محزنة اجتماعية أو نفسية لازالت باديةً في ملامح الرقة بأدق تفاصيلها بوجوه سكانها التي تحاول أن تبتسم رغم كل ما رأته عيونهم من ويلات الحروب يصرون على أن يكملوا الحياة حتى ولو كانت بأبسط المهن فتعود عربة الحياة للكثيرين في الرقة بعد موت داعش.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية