على درب الشـــــهداء
تراب الرقة ودماء الشهداء قصَّة كفاحٍ ونضالٍ في سبيل تحريرها من رجسِ تنظيمٍ أرعب العالم أجمع، فوقف هؤلاء في وجه هذه الغمامة الكالحة السواد التي غطَّت الرقة فاسطاعوا بدمائهم الطاهرة أن يُزيلوا تلك الغمامة عن تراب وطنهم وتطهيرها من رجس هؤلاء الظلاميين، حيث يشهد لهم كل حجرٍ وركنٍ وزقاقٍ على بطولاتهم وملاحمهم التي سطروها.
عمر فوزي مسلم ذو الثلاثة عشر ربيعاً وضع لنفسه هدفاً فانتسب لقوات سوريا الديمقراطية ليشارك في تحرير وبناء مدينته، ولكن شاء قدره أن يستشهد إثر انفجار لغم به أثناء رجوعه إلى مقره في دير الزور أثناء حملة عاصفة الجزيرة.
تُخبرنا والدته أم عمر بقلبٍ مفطورٍ على ولدها الشهيد وهي تذرف دموع الحسرة: أتذكر قبل ذاهبه بيوم كنَّــا جالسين جميعاً أنا وهو ووالده الذي أثقلتهُ هموم خسارة ولده فقال لنا: أتَعرفون ما هو أجمل شيء يمكن أن يحدث للمقاتل، أن يسقط شهيداً في سبيل وطنه، فلم أتمالك نفسي حينها وبقيت أبكي حتى الصباح، وعندما أستيقظ من نومه قبَّل يدايَ وقال “سامحيني أمَّـــــاه وادعي لي”، ثم مضى وبقيت أبكي بعد ذهابه لساعات، لم أنم ولم أستطع النوم وخالجني شعورٌ أنَّني سأفقد أسدي الذي لم يَخف يوماً من أي شيء.
تابعت بعينين ممتلئتين بالدموع: لن يعرف أحدٌ مرارة فقد الأم لولدها، الأمر مُشابه لمن يقطع قطعةً من جسدك، إنه فَـــلذة كبدي التي احترقت، ورغم ذلك فأنا فخورةٌ به جداً فولدي وهب روحه فداءً لوطنه، لقد كان يحلم أن يكون شهيداً بين القديسين وها قد تحقق حلمه.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية