الطَّبقَة بين الماضي والحاضر
تُعتَبر المدينة تاريخياً نقطة جذبٍ للسُّـــكان بِحُكُم موقعها على ضِفافِ الفُرات ولخصوبةِ التُربة فيها ونشاطها في مجال الزراعة، وذكرَ المُؤرِخون أنَّ هذه المنطقة كانت مركزاً للتبادل التِجاري منذُ العصور القديمة، كما كانت مركزاً تُجمع فيهِ المحاصيل ليتمَّ تَصديرَها عَبر مياه نهر الفرات إلى بلاد بابل والهند، ودخَلتها جيوشُ الفَتحِ الإسلامي عامَ693م لتبقى مأهولةً وعامِرَةً إلى اليوم.
تَبعدُ الطبقة عن مدينة الرَّقة قُرابة الــ55 كم من جهة الجنوب، وتَبعدُ عن مدينة حلب قُرابة 180كم شرقاً، ويبلغ ارتفاعُها عن مستوى سَطح البحر 328م، وتُعتبر من أهم المُدن في الشمال السوري.
كانت الطبقة عبارة عن قرية صغيرة على الضّفَّة اليمنى لنهر الفرات، ومع بناء السّد والأحياء الجديدة الثلاثة بمحاذاة البحيرة خلفه وتوسع القرية القديمة واقترابها من أحيائها أصبحت تُشكّل مدينة الطبقة الحديثة اليوم.
وتَحظى المدينة بكافِّة المَرافق الحيوية والاجتماعية ويوجد فيها قصرُ الثقافة الذي يُعدُّ من أهمِ معالمِها الحضارية، وفيها مَسجد فاطمة الزهراء دمُّرَ بالحرب الأخيرة، وبوجود السد والبحيرة الخلفية وقلعةِ جَعبر والعديد من المواقع الأثرية فيها جعل منها إحدى أجمل المُدن في سوريا وهذا ما يُفسر إقبال السُياح لزيارتها بِكثرة.
بَلغَ عددُ سُكانها قرابةَ الـ240 ألف نسمة قبل بداية الأحداث في سوريا ليتقلَّص العدد فيما بَعد إلى 85ألف نَسمة نتيجة فِرار سُكانها بِسببِ المَعارك الَّتي شَهدتها المدينة، أمَّا التنوّع بين مُكوناتها فَهي عبارة عن سوريا مُصغَّرة تَحتوي كافَّة الأطياف من المُجتمع السوري، وفيها طوائف ودِيانات مختلفة، وعاش أهلُها مَع بعضهم بانسجامٍ تام وتميَّزوا بالأُلفةِ والمحبة بين كافّةِ الأطياف.
واليوم عادت الطبقة من جديد لتأخذ رونقها الحضاري في ظل التطور والتقدم الذي يشهده المجتمع الديمقراطي في الشمال السوري وسط تطور في جميع النواحي الخدمية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية، حيث تشهد المدينة نهضةً واضحة وحركة عمرانية واسعة رافقها تحسُّن نوعي في مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وازياد فرص العمل مع وضع خطط ومشاريع من قبل الإدارة المدنية لجعل المدينة من أجمل مدن الشمال السوري.
المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية