ومضة عن مقاتل
في الشمال السوري بشكلٍ عام وفي مدينة الحسكة بشكلٍ خاص، تسأل أي عائلة وأي شخص، سيجيبك بأنه مقاتل أو كان يقاتل أو بأن في عائلته إما شهيد أو مقاتل أو اثنان، هكذا هم أبناء هذه المدينة المتنوعة التي تضم العديد من الثقافات والشعوب التي انصهرت واندمجت مع بعضها لتشكل لوحة فسيفسائية فريدة من نوعها.
شفان عبد الكريم رسول من أبناء مدينة الحسكة، كان عاملاً بسيطاً في أحد المطاعم في الحسكة، وعندما دقت ساعة الصفرِ وطبول الحربِ انتسب لقوات سوريا الديمقراطية، ليتحول من عاملٍ إلى مقاتلٍ لا يهاب الموت، وقد تلقى هذا المقاتل تدريبات عسكرية على كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ودروساً فكرية وسياسية عن قوات سوريا الديمقراطية وإيديولوجية وحقوق المرأة، وقد شارك في معظم معارك الرقة ودير الزور.
يخبرنا المقاتل رسول ما حدث معه، وهو يستذكر أيام الجبهات والمعارك التي خاضها: “رغم خطورة المواقف التي واجهتنا، إلا أن الحرب قد فرضت نفسها علينا، ولكن نحن كأبناء هذه المنطقة المتنوعة بشرائحها المختلفة كنا يداً واحدة”.
وتابع المقاتل رسول حديثه في نفس السياق قائلاً: “لقد كنا في الخنادق وعلى الخطوط الأولى مع بعضنا نواجه الإرهاب، فمنهم الآشوري والكردي والعربي ولم نميز بين بعضنا، لأن سياسة قوات سوريا الديمقراطية علمتنا أننا أبناء بلد واحد ورسخت في أذهاننا مفهوم أخوة الشعوب والتعايش المشترك الذي تفتقر إليه بعض شعوب الشرق الأوسط”.
وتطرّق المقاتل رسول لما حدث معه في إحدى المعارك، حيث اشتبكوا مع تنظيم داعش الإرهابي في مدينة دير الزور بالقول: “كنا ذاهبين لنقطتنا في المدينة وتعرضنا لهجوم من الإرهابيين بالأسلحة الثقيلة، ولم نكن نمتلك أسلحة من هذا النوع، كانت أسلحتنا خفيفة ومتوسطة فقط، صمدنا لعدة ساعات واستشهد ٦ من رفاقنا حتى وصلت إلينا مجموعات مؤازرة”.
وأردف قائلاً: “عندما عدت، ذهبت إلى دار الجرحى لأتطوع فيه وأساعد رفاقي الجرحى حتى يتعافوا”.
وفي ختام حديثه قال المقاتل رسول: “نحن أبناء سوريا، أينما تواجد الإرهاب والظلم سنحاربه، نحن قوات سوريا الديمقراطية أبناء سوريا وأصحاب المشروع الأمثل والوحيد والفريد من نوعه في الشرق الأوسط بأكمله، لأننا تكاتفنا كلنا بمختلف شرائح وفئات المجتمع، وهذا ما نفتخر به، حيث عجز الكثيرون عنه، ونؤكد لشعبنا وعائلاتنا والعالم أجمع بأننا سنحارب حتى آخر رمق فينا.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية