بيان اجتماع مكتب العلاقات العامة لقوات سوريا الديمقراطية

خلال الاجتماع الذي عقده مكتب العلاقات العامة لقوات سوريا الديمقراطية في صرين مع وجهاء وشيوخ العشائر في إقليم الفرات الذي ناقش المستجدات على الساحة السورية وعلى كيفية التخلص من مخلفات داعش الفكرية. وناقش المجتمعون آلية التصدي لكل من تخوله نفسه للمساس بكل ما حقق بفضل دماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل تحرير هذه الأرض وأهلها من داعش وأخواتها.

وفي نهاية الاجتماع قرء البيان التالي باسم مكتب العلاقات وهذا نصه:

“يسرّنا أن نشارككم لقاءكم هذا في مدينة صرّين، مدينة الإخاء والتاريخ، وقد نفضت عن نفسها دنس الإرهاب وغدت تنعم بالأمن والسّلام، وكلّنا إيمان بأنّها نموذج حضاريّ متقدّم يُحتذى بها في وطننا سوريّا حاضراً ومستقبلاً، رغم أنّه مازالت بعض من مناطقه تئنّ تحت وطأة الإرهاب.

لا يُخفى عليكم أنّ منطقتنا – إقليم الفرات – عانت الكثير من الويلات على يد الإرهاب، وقد مرّت جحافله – وبكلّ ألوانه وأشكاله – المدمّرة للحياة في منطقتنا الغنّاء، ولكنّ شعبنا الفراتيّ صمد في وجه كافة الحملات التي استهدفت تاريخه في العيش المشترك والتسامح، وزرعت الإخوّة عوضاً عن الفتنة التي أراد البعض أن تعشعش بيننا، واستجمع كافة قواه دفاعاً عن تاريخها وأرضها، فهي انتصرت، وهؤلاء ذهبوا كسحابة صيف عابرة.

نعم دفعنا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن أرضنا وعرضنا وأخوّتنا، ولم نسمح بتاتاً العبث بمقدّساتنا التي فطمنا عليها وعبّدناها بالدم، وكان لرؤساء عشائر إقليم الفرات دور رائد في هذا المضمار، حيث لم يُخذِلوا شعبهم وعشائرهم، وكانت لهم كلمة الفصل في اتّخاذ القرار الوطنيّ الصائب في أحلك الظروف وأصعبها، ومواقف العديد منهم؛ جعلتهم هدفاً لقوى التكفير والقتل، رغم ذلك قاوموا كافة صنوف الضغوطات والممارسات، وتشبّثوا بموقفهم الوطنيّ ولم يتردّدوا ولو للحظة واحدة في توجيه شعبهم نحو طريق الخلاص والتحرّر من الإرهاب، وشاركوا الشعب كلّ أتراحه وأفراحه.

أيّها الأخوة…

ما أحوجنا في هذه المرحلة الحسّاسة التي يمرّ بها وطننا الجريح أن نستجمع قوانا ثانية، ولتشمل كافة ساحات الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً، وكلّنا إيمان أنّ العشائر الفراتيّة، مثلما لعبت مفصليّاً في تحرير مناطقها من براثن الإرهاب، فإنّ لديها القدرة والإمكانيّة في نقل تجربتها إلى المناطق الأخرى أيضاً، ومثلما كانت في المقدّمة تقف إلى جانب قوّاتها المُدافِعة عنها، فنحن على قناعة على أنّها لن تَدخّر جهداً في سبيل فتح الآفاق أمام تفعيل دورها أكثر ضمن المجالس المحلّيّة المدنيّة والخدميّة وكافّة المؤسّسات التي تمّ تشكيلها بعد عمليّة التحرير، ولتكون سنداً لها تؤازرها وتمنحها القوّة المعنويّة الكفيلة لأنّ تتكلّل أعمالها بالنجاح.

مازالت المؤامرات التي تُحاك ضدّ مناطقنا مستمرّة وعلى كافة الصعد والمستويات، من خلال محاولة بعض النّفوس الضعيفة زعزعة أمنها واستقرارها، ومن كافة الأعداء المتربّصين بنا، أوّلها قوى الإرهاب الداعشيّة وأخواتها، وليس آخرها الدّولة التركيّة التي تحاول بشتّى الوسائل النيل من مكتسبات شعبنا، وضرب الإنجازات التي حقّقها بالكدّ والدم.

ويتطلّب منّا، ولمواجهة المؤامرات وإفراغ حلقاتها من محتواها ومفاعيلها، أن نرصّ صفوفنا أكثر ونزيد من لحمتنا الوطنيّة، ونتجاوز عن خلافاتنا الشخصيّة الصغيرة، والتي لا ترقى بكلّ الأحوال إلى مستوى طموحاتنا والمسؤوليّات المُلقاة على عاتقنا جميعاً، ونحن من جانبنا في قوّات سوريّا الديمقراطيّة نتعهّد بأن نكونَ العينَ الساهرة على حماية أمن وسلامة مناطقنا وأهلنا، ولن نسمح لأيّ كان العبث بها، طالما دفعنا دماء خيرة أبنائنا لتحريرها من الإرهاب.

لا شكّ أنّ الازدهار الذي تعيشه المنطقة، لا تضاهيها فيها أيّة مناطق أخرى في سوريّا، وعلى كافة المستويات، وهذا دليل على نجاح النظام الإداريّ والمدنيّ الذي تأسس غداة تحريرها من الإرهاب، وعلينا جميعاً التمسّك به، طالما يخدم شعبنا ويحقّق طموحاته في تأمين كافة الخدمات والمستلزمات، بدءاً من التعليم وليس انتهاء بأعمال البلديّات.

وهذا يجب ألا يثنينا عن انتقاد جوانب القصور والإهمال واللامبالاة في عملها، فهي ستحفّزها للإقدام أكثر على تجاوز العقبات والمنغّصات التي تعترض سبيل عملها، ونعتقد أنّ لرؤساء العشائر الأفاضل دورٌ بارز في هذا المضمار.

مرّة أخرى نبارك لكم ملتقاكم هذا، ونتمنّى أن تزداد أكثر وتكون أكثر ثراء لجهة مناقشة كافة أمورنا تحت هذه الخيمة، التي هي بالنهاية خيمة صغيرة لهذا الوطن الحبيب”.

مكتب العلاقات العامّة في قوّات سوريّا الديمقراطيّة

16/8/2018