مخيّم عين عيسى.. ملاذٌ آمن لمهجّري الحرب

مركز الأخبار – لكلّ الحروب في العالم آثارها السلبيّة على المجتمع، إلّا أنّ الأكثر مأساة تتمثّل في أولئك الذين ينزحون داخل بلدانهم ويسكنون مخيّمات الغربة والألم.

مخيّم عين عيسى الذي أُنشأ في الـ 8 من آذار من العام 2016 أصبح ملاذاً آمناً للكثيرين الفارّين من تنظيم داعش الإرهابيّ.

يمتدّ المخيّم على مساحةٍ تقدّر بـ (400) دونم، ومقسّم إلى (19) قطاعاً، يضمّ كلّ قطاع حوالي (150) شخصاً.

من 50 إلى 35000 شخص خلال عامين

بدأ المخيّم بأربعة خيمٍ فقط سكنها حوالي الـ “50” شخصاً ممن فرّوا من ريف الرقّة خلال حملة التحرير منّ إرهابيّ داعش.

وبدأ المخيّم يتلّقى الدعم تدريجيّاً من المفوضيّة الساميّة للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانيّة التي وصل عددها إلى (28) منظمة تقدّم كافّة الخدمات للنازحين (صحيّة، تعليميّة، مياه، طعام، لباس).

وبلغ عدد الخيم (2800)، ووصل عدد قاطني المخيّم إلى (35000) شخص جلّهم من مدن الرقّة، دير الزور، الحسكة، ريف حلب الشرقيّ، ومن العراق التي جاء منها وحدها (130) عائلة.

وبعد تحرير الرقّة وريف دير الزور. بدأ المخيّم يشهد عودة عكسيّة لآلاف النازحين إلى منازلهم، في حين ما يزال يقطن المخيم (11940) نسمة بينهم (5526) طفلاً.

وسجّلت إدارة المخيّم – المكوّنة من 15 إداريّاً وعاملاً – عودة (1460) شخصاً إلى منازلهم خلال 2018.

5000 حالة ولادة منذ افتتاحه

يحتوي المخيّم على عدّة نقاط طبيّة أهمها الهلال الأحمر الكرديّ ومنظّمة أطبّاء بلا حدود التي تُعنى بأمور المرضى ومنها خدمة الإسعاف السريع للنساء والرجال والأطفال.

وسُجّلت أكثر من (5000) حالة ولادة داخل المخيّم منذ افتتاحه منها (943) حالة في هذا العام فقط.

كما جهّز مجلس الرقّة المدنيّ مطبخاً عامّاً في المخيّم ليقدّم عدّة وجباتٍ في اليوم لكافّة قاطني المخيّم، إلّا أنّ ضعف الدعم والإمكانات المتاحة جعلت من المطبخ مجرد بناءٍ خاوٍ متوقّفٍ عن العمل منذ ثلاثة أشهر.

وخلال شهر رمضان الفائت أخذت منظمة Syria relief على عاتقها إعادة افتتاح المطبخ لتقدّم فيه يوميّاً وجبة طعامٍ متكاملة للنازحين، مع (6000) ربطة خبز بشكلٍ يوميّ.

وتمّ توزيع أكثر من (255) خزّاناً لمياه الشرب، إلى جانب بناء حوالي (900) دورة مياه و (285) حمّاماً.

خمسة مدارس تستوعب 4000 طفل

ولأنّ قطاع التعليم يتمتّع بأهمّيّةٍ خاصّة فقد تمّ افتتاح خمسة مدارس في المخيّم من قبل منظمات “وفاق – قبة – Save children– المجلس المدنيّ واليونيسف” ليلتحق بها حوالي الـ (4000) طفلاً من أبناء قاطني مخيّم عين عيسى.

فرص عمل لقاطني المخيّم

كما تمّ العمل على توفير فرص عمل كثيرة داخل المخيّم وخارجه لقاطنيه وفي مختلف الاختصاصات، حيث افتتح مشغل خياطة للنساء، وكذلك صالات للرسم والشطرنج وملعبان لكرة الطائرة والقدم، وبلغ عدد الموظفين من أهالي المخيم الـ (4000) موظف وموظفة يعملون داخل المخيم وخارجه.

أعينٌ تترقّب على أمل العودة

ومع كلّ الخدمات المقدّمة من قبل مجلس الرقّة المدني لقاطني مخيّم عين عيسى، والمنظمات العاملة بالتنسيق معه تبقى أعين النازحين تترقّب العودة إلى بيوتهم – وأمل العودة إليها بعد إعادة إعمارها – تشكّل الهاجس الأكبر لهم، في ظلّ مطالبات كثيرة منهم للمجتمع الدوليّ بالنظر لحالهم والمساهمة في إعادة إعمار بيوتهم المدمّرة كليّاً.

المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة