“الخيول العربية الأصيلة” إرث حضاري مستمر

الرقة– تعد تربية الخيول العربية الأصيلة والحفاظ عليها، من أهم العادات والتقاليد التي لا تزال موجودة منذ أقدم العصور.

وفي العصر الحديث كادت أن تنقرض هذه العادات من تاريخ وتراث شعبنا، لولا تمسك بعض مربي الخيول بهذه العادات والتقاليد للحافظ على نسل الخيول العربية الأصيلة.

سميت هذه الخيول بالعربية الأصيلة لأنها تتميز بسمات خاصة بها كقدرتها العالية على التحمل، وعدم تناسلها مع غيرها، ومن خواصها أيضاً وفائها لصاحبها وأطلاقها أصوات الصهيل المستمر عند رؤيتها لأي شخص غريب يقترب منها.

الشيخ” تيسير العفات” أحد مُربي الخيول في ريف الرقة تحدث لنا عن تربية الخيول وأصلها: إن الخيول العربية الأصيلة الموجودة حالياً لها أنواع مثل (الصقلاوي- الحمداني –المعنق السبيلي- الحيفي) وهي سلالات نادرة جداً، ونربي الخيول هنا منذ مئات السنين وحافظنا عليها عبر الزمان ولم نفرط بهذا الإرث الثقافي الحضاري الهام الذي يميز منطقتنا عن غيرها.

وأشار العفات في حديث قائلاً: يجب أن نفرق في حديثنا عن الخيول بين مربط الخيل ومزرعة الخيل فالمزرعة يمكن لأي شخص أن يجمع عدد من الخيول ويربيها بغية التجارة أو لأغراض أخرى.

أما المربط فيتم فيه تربية خيول عربية أصيلة لها نسبها الموثق بسجلات رسمية ويتم الحفاظ عليها لزيادة نسلها لأنها تعتبر جزءاً من تراث المنطقة، ونحن الآن في واحدة من هذه المرابط التي لم يبقى منها في سوريا إلا أربعة.

وتطرق العفات في حديثه للصعوبات التي واجهت لتربية الخيول الأصيلة: “كمحاولات إخراجها للدول الاجنبية ومضايقة بعض اللذين حكموا المنطقة بغية الاستيلاء على هذه الخيول النادرة، فتقلص عدد الخيول في هذا المربط من 55 إلى 30 رأس خيل بسبب ما عانيناه في الفترات الماضية”.

وبالرغم من كل هذ الظروف عادت الخيول الأصيلة لتلقى اهتماما واسعاً في شمال سوريا عبر تنظيم المسابقات والمهرجانات لها وقد حازت عدة خيول من هذا المربط على المراتب الأولى في مهرجاني تل أبيض والطبقة.

المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية