داعش يعول على نسائه هرباً من الهزيمة!
سيدار رمو
في الآونة الأخيرة تصدرت قصص نساء داعش وكالات الأخبار والصحف العالمية، فعزرائيل النساء امرأة داعشية أمية في العقد الثالث من عمرها حصلت على لقب عزرائيل النساء بسبب حضورها القوي ضمن مؤسسات التنظيم في تلعفر منها الحسبة والتي تأتي بمثابة الشرطة. كما يقال أنها المسؤولة عن مقتل العديد من الأبرياء، لذا أصبحت مصدر خوف ورعب ولقبت بعزرائيل، هذه المرأة والكثير من النساء من مختلف بقاع العالم يعملن لصالح أجندة داعش وضمن مؤسساته لكننا لم نسمع قط عن قصص النساء ضمن تنظيم داعش إلا عقب وصوله إلى حافة الهاوية وهزيمته، فهل يا ترى ما السبب الكامن وراء هذه القصص لتظهر في هذه الفترة الزمنية تحديداً؟!
حسناء الموصل أيضاً أثارت لغطاً كبيراً في وسائل الإعلام العالمية أكثر منها في المحلية، فالفتاة الشقراء التي تم العثور عليها في نفق تحت الأرض من قبل قوات الجيش العراقي عند تحرير الموصل، لم تبلغ الثامنة عشر ألمانية الجنسية بحسب ما وثقته الصحف: “التايمز، الغارديان، التيلغراف” أحبت داعشياً عبر الانترنت الذي غسل بدوره دماغها ودعاها إلى الانضمام لداعش فاستجابت.
ومثلهما الكثير من القصص، لكن يبقى السؤال المحير، لما لم نسمع قط عن هؤلاء النسوة إلا بعدما هُزم داعش في الموصل وهو على مقربة كبيرة من الهزيمة في الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، طبعاً الأمر ليس بمحط الصدفة أبداً، إنما يثير شكوكاً كبيرة وخصوصاً أن داعش يعتمد على الفئة الأمية الجاهلة فعزرائيل النساء لم تكن سوى راعية أغنام في جوار الموصل قبيل انضمامها لداعش، وحسناء الموصل أيضاً مراهقة في السادسة عشر من عمرها أغواها حبيبها حتى استقدمها من موطنها، والاثنتان بالرغم من اختلاف أعراقهما إلا أنهما لا تملكان خلفية ثقافية توثق مدى إدراكهما ووعيهما للصالح من الطالح.
ومن هنا تأتي وحشية داعش وإرهابه بأن يوظف أناساً لا يفرقون بين الخطأ والصواب ويغريهم بوسائل مختلفة لتنفيذ أجندات التنظيم وتمرير سياساته.
ولعل الإجابة عن الأسئلة المطروحة آنفاً تخفي نفسها بين ستار عقلية التطرف الديني لداعش فداعش كمنظومة دينية وظفت الأطفال وبنت لما يسمون بأشبال الخلافة معسكرات تدريبية فلما لا تُسخر النساء لخدمة أجندته، وبروزهن في المرحلة الأخيرة من عمر داعش أعتقد أنها مسألة تغطية الخسائر والهزائم لا غير، لحين يستطيع التنظيم استيعاب خسارته وإعادة وقوفه على رجليه مجدداً، ولكن الوقت قد فاته فالعالم على دراية بإرهابه الواضح، ومهما حاول الخلاص فلن ينجو لأن العصرهوعصر الدمقرطة فلا التطرف الديني الذي يمثله داعش يفيد ولا التطرف القومي المتطرف الذي تمثله تركيا داعمة داعش يفيد .
الفرصة مواتية للقوى الديمقراطية بأن تلعب دورها حتى تغير المنحى المفروض على دول الشرق الأوسط ودول العالم الثالث.
والدمقرطة وإحقاق الحق مهمة ليست بالسهلة، فهي لا تقع على عاتق فئة معينة أو طبقة، وليست مسؤولية قوة عسكرية إنما هي مسؤولية ملقاة على كل عاتق الجميع، فالكل بغض النظر إن كان سورياً أو أممياً عليه أداء واجبه لتحقيق الديمقراطية والتخلص من الإرهاب الذي يهدد الجميع.