الشيخ حامد.. الشريك الفاعل في تثبيت الاستقرار ودحر الإرهاب
وُلِدَ الشَّيخ حامد عبد الرحمن الفرج في العامَ 1958، في قريةِ اَلصَّفْصَاف الَّتي تقعُ شرقَ الطّبقة بنحوِ 15 كيلو متراً، ودرسَ في مدراسِ مدينةِ الطّبقة وتدرّجَ بينها من عامِ 1970 وحتّى عامِ 1976ومن ثُمَّ تابعَ الشّيخُ تعليمهُ في معهدِ إعدادِ المُدرِّسين في اَلرِّقَّة حتَّى العامِ 1980.
بعدها عَمِلَ في سِلكِ التَّعليم في المَدارسِ الابتدائيَّةِ والإعداديَّة واستمرَّ بعملهِ إلى أنْ بدأت الاحتجاجاتُ في سوريا، لم يكن الشّيخ راضياً بالحلِّ العسكري منذُ البِدايةِ ولطالما كانت لهُ مواقفهُ الوطنيَّة الثّابتةِ منذُ اندلاعِ الأزمة.
توفي والدهُ الشّيخ عبدُ الرَّحمن الفرج في العام 2010، إثرَ استهدافِ مضافتِهِ في القرية بقذيفةٍ مدفعيّة خرجتَ من مطارِ الطّبقةَ العسكري الَّذي كانَ يتواجدُ فيهِ جنودُ النِّظامِ السُّوريِّ في تلك الفترة ”
وبعدَ تشييعِ جُثمانِ والدهِ شيخِ قبيلةِ الولدة المعروفُ بخُلُقِهِ وصِفاتِهِ النّبيلة، قامَ وجهاءُ عشائِر المنطقة في الطّبقة وَالرِّقَّة وَرِيفهمَا بتكليفهِ بمشيخةِ القبيلة خلفاً لوالده، فاستلمَ مَشْيَخَة القبيلة مُنذُ ذلكَ الوقت وحتَّى هذهِ اللّحظة، وعرف الشّيخ حامد بأخلاقِهِ الإنسانيةِ العالية وبحُبِّهِ الكبير لأبناءِ منطقته، ويُقالُ عنهُ دوماً “خيرُ خلفٍ لخيرِ سَلف” وبهذهِ العِبارة يُلخِّصُ أبناءَ المدينة محبّتهم لهُ أيضاً، وباعتبارهِ وصياً على أفرادِ قبيلتهِ العريقة يَقُوم الشّيخُ دوماً بزيارةِ أفرادِ عشيرتِه وأبناءِ مدينته ولا يُمكن أن تكونَ هُناكَ مُناسبةٌ جماهيريّة دونَ أن يكونَ وجودهُ فيها بمثابةِ رمزٍ لأهالي مدينته “الطّبقة”
وبعدَ التّقلُّبات الَّتي شهدتها مدينةُ الطّبقة خصوصاً وَالرِّقَّة عموماً ناضلَ الشّيخُ بكلِّ ما يستطيع لإبعادِ خطرِ الإرهاب عن أهلهِ وعشيرته، وحاولَ عناصرُ داعش مِراراً طمسَ هويّتهِ الوطنية لَدَى أهالي مدينته، ولكنّهم لم ينجحوا أبداً في زعزعةِ محبّتِهم له، وحينَ دُحِرَ تنظيم داعش من المنطقة ودخلتْ قوَّاتُ سوريا الدّيمُقراطية إلى الطّبقة رافعةً أعلامَ الحريَّة ومعلنةً نِهايةَ عصرِ الإرهاب، كانَ الشّيخ حامد “سبَّاقاً لأن يكونَ شريكاً فاعلاً في ترسيخِ مبادئ الدِّيمُقراطية في مدينته وخِلالَ سنواتٍ قليلة استطاعَ أن يضعَ بصمةً كبيرة في هذا المجال.
ويشغلُ الشيخ حامد الآن موقعَ الرَّئِيسِ المُشترك للمجلسِ التّشريعي في الإدارة المدنيةِ الدِّيمُقراطية لمنطقةِ الطّبقة ولهُ أثرٌ واضح في العديدِ من الإنجازات الَّتي شهِدتها الطّبقة في كافّةِ مجالاتِها، ولا يزالُ حتَّى الآن يواصلُ تقديمَ خدماتِهِ لأبناءِ مدينته باستمرار، ومن خِلال مسيرتِه في مؤسّساتِ الإدارةِ الذّاتية عملَ جاهداً لترسيخِ الاستقرار في وطنه، وفي هذا الصّدد شاركَ الشّيخ بالمفاوضات الدّائِرة لحلِّ الأزمةِ السُّوريَّة في داخِلِ سوريا وخارجِها، وكان همهُ الدّائِم هو الوصولُ بوطنهِ إلى برِّ الأمان وإنهاءَ عهودِ الحَربِ والظَّلام”.
يذكرهُ أبناءُ عشيرتِه دوماً خِلالَ حَدِيثهمْ عن تحريرِ مدينتهم، فحينَ خرجَ الشّيخ في لقاءٍ تلفزيوني على قناةِ روناهي “مُبَشِّرًا أبناءَ عشيرتِه ومدينتهِ بالخلاصِ من الإرهاب وسطوعِ فجرِ الحُريّة، وداعياً لحملِ السِّلاحِ معَ قوَّاتِ سوريا الدّيمُقراطية لمجابهة الإرهاب وتحريرِ الأرضِ من إجرامه، حينها لبّت العشائِرُ كلُّها نداءه وحتّى الآن يتواجدُ أبناءُ العشائِر ضمنَ تشكيلات قوّاتِ سوريا الدّيمُقراطية وبأعدادٍ كبيرة”
ويتمنّى الشّيخ دوماً أن يكونَ وطنهُ بخيرٍ وأمان ويتطلّعُ باستمرار لأن يسودَ الاستقرارُ عمومَ اَلتُّرَاب السُّوري وفقَ حلٍّ شامل يُرَسِّخ العدالةَ والمحبّة بينَ جميعِ الأطيافِ والمُكوناتِ السُّوريّة.