المقاتل جرجس: من شهدائنا نتعلم التضحية والعطاء في سبيل الوطن

خرج باحثاً عن فرصة حقيقية لبناء مستقبله الذي يحلم فيه، لكن حبه لمدينته التي ترعرع فيها ومن خلفه حبه لوطنه أعاده بعد أشهرٍ قليلة ليمتلئ جسده بجراحٍ تعبر عن معاناة هذا الوطن.

المقاتل جرجس داوود من أبناء مدينة سريه كانيه / رأس العين، تركها للبحث عن فرصة عملٍ أفضل وبعد عدة أشهرٍ قضاها في مدينة أربيل وجد نفسه مجبراً على العودة لمدينته بسبب دخول جيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى المدينة وتهجيرهم لأهله وشعبه.

وبعد عودته، انضم جرجس إلى المجلس العسكري السرياني وشارك في الكثير من حملات التحرير منها: حملة سريه كانيه (الهراس، المناجير)، الخابور، تل حميس، الشدادة، الهول، الطبقة، الباغوز.

وفي أثناء عودته هو ومجموعة من رفاقه إلى مدينة الصور في طريقهم إلى البصيرة، تعرضوا لهجوم مسلّح من قبل مجموعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في قرية برشم، وأصيب جرجس بثلاث أعيرة نارية، اثنان منها استقرا في يده اليسرى والثالث في عنقه.

وبعد اشتباك عنيف مع المجموعة الإرهابية تمكنوا من دحرهم وتم إسعاف جرجس إلى مستشفى ميداني لتلقي الإسعافات الأولية ومن ثم تم نقله إلى مستشفى الشهيدة ساريا العسكري، حيث خضع هناك لعمل جراحي استغرق أكثر من 7 ساعات.

وبعد العملية الجراحية فقد المقاتل جرجس الأمل بعودة يده اليسرى لأنه لم يستطع تحريكها لعدة أشهر، لكنه تحسن واستطاع تحريكها بعد العلاج الفيزيائي الذي تلقاه في دار الجرحى.

يقول المقاتل جرجس وهو يصف أكثر الأوقات الصعبة التي يمر بها ويعيشها: أكثر أوقاتي التي أتألم فيها عندما أذهب إلى مزار الشهداء لزيارة رفاقنا الذين استشهدوا، ولكني وفي نفس الوقت أتعلم منهم معنى التضحية في سبيل الوطن، معنى أن يكون الإنسان معطاء لدرجة أن يجعل نفسه قرباناً لكي ينعم أهله وشعبه بالحرية.