الشيخ فرحان العمالة: اخترنا الحقيقة ولن نحيدَ عنها أبداً

ولِدَ الشَّيخ فرحان العمالة عامَ 1968، في قرية بئر العمالة الّتي حملت اسم عائِلته جنوبَ شرق الطّبقة، وعاشَ طفولته في رِحابِ البادية وكانَ والدهُ شيخاً لعشيرتِهِ آنذاك، حيث كانَ فرحان وأشقَّائَهُ يستمعون دوماً إلى حكمة أبيهم في حلِّ الخِلافات بين أبناء العشيرة فشبَّ على الأخلاق الحَسنةِ والحِكمة الَّتي استقاها عن والدهِ وأعيانِ العشيرة الَّذين كانوا يجتمعون لدى والدهِ دوماً، فانصقلت شخصيّتهُ مُبكراً على حبِّ الأرض وحبِّ أبناء مجتمعه وبغضهِ للحقد والظُّلم”.
عرفَ الشيخ فرحان بوطنيته وحبّهِ لأرضه وشعبه وتغليبهِ للحكمة في حلِّ كلِّ المُشكلات، كما يُعرفُ بالحَزم في المواقف الَّتي تتطلّبُ أن يكونَ فيها حازماً، كرفضهِ للاحتلال بكلِّ أشكاله ومهما كانت مُبرِّراته، ولعائِلتهِ وعشيرتِهِ تاريخ كبير في مواجهةِ الاحتلال في سوريا منذُ القِدم.
حينَ توفيَ والدُ الشّيخ فرحان تمَّ اختيارهُ ليُصبحَ شيخاً لعشيرةِ الوهب وتمَّ تنصيبهُ شيخاً قبل أن تعصف الأحداثُ في سوريا، واستطاعَ الشّيخ فرحان أن يكسبَ قلوبَ الكثير من أبناءِ عشيرته بأخلاقِه العالية وانسانيَّتهِ الكبيرة فهو ذو وجهٍ بشوش يحترمُ الكبير والصّغير ويستمعُ لكِلاهُما، وازدادت شعبيَّتهُ في مدينة الطّبقة بعد أن استقرَّ بِها وتركَ البادية.
وبعد أن بدأت الأزمة السُّورية في عام 2011 كانَ الشّيخ فرحان يتوقعُ أنَّ يتنازلَ النِّظامُ السّوري ويختارُ طريق الحِكمة ويتمَّ حقنُ الدِّماء ووقفَ مع المطالبِ المُحقِّة لأبناء مدينةِ درعا فهو يعلم حقيقةً أنَّ القبضة الأمنية الّتي كانت سائِدة تقومُ بخنقِ الأهالي ولا تتركُ لهم مجالاً من التّعبير والحريّة، وهو نفسهُ يتحدّثُ ويقول: عملَ النِّظام السّوري على تهميشِ الرّموز العشائريَّة وقام بتهميشِ العشائِر بمناصبَ زائِفة يُقلِّدُها لضِعاف النّفوس الَّذين يبتزونَ الأهالي في كلِّ موقف”.
وبعد حين حدثَ ما كانَ يخشاهُ الشّيخ فرحان ودخل عناصرُ داعش وعاثوا فساداً في البِلاد وقاموا بتهديدهِ بالقَتل إذ استمر بمتابعة مسيرتَهُ في نشرِ الوعي لدى أبناء العشيرة”، فبدأ حينها بانتظار أملاً يُخلِّصهُ وعشيرتهُ ومدينتهُ من هذا السواد، وعندما بدأت قوات سوريا الديمقراطية بالاقتراب من مدينته، قام الشيخ فرحان بإرسالِ الكثير من أبناءِ العشيرةِ سرَّاً إلى قوَّاتِ سوريا الدّيمُقراطية وشاركوا بتحرير مدينة الطّبقة وصولاً إلى أخر معاقل داعش في دير الزور”.
ومنذُ تحرير مدينة الطّبقة لا يزال حتّى الآن الشّيخ فرحان العمّالة شريكاً قويّاً أو كما يسمّي نفسه جُزءً من قوَّاتِ سوريا الدّيمقراطية في المنطقة ويقول عنها “اخترنا الحقيقة ولن نحيدَ عنها أبداً لأنّنا لمسنا الحريَّة والمساوة بشكلٍ فعلي وهذا ما كنتُ أتمنّاهُ دوماً لأبناءِ عشيرتي وأبناءِ وطني جميعاً وقد أصبحَ واقعاً بفضلٍ من الله”.