قوّات سوريّا الديمقراطيّة؛ ست سنوات على التأسيس

في ال 10 من تشرين الأول عام 2015, تأسست قوات سوريا الديمقراطية بهدف حماية الشعب والثورة من الإرهاب والاحتلال، ولبناء سورية حرة ديمقراطية لكافة مكوناتها.

بداية التأسيس:

كان الانتصار على تنظيم داعش الإرهابي في كوباني نقطة تحول في مسيرة النضال والحرية، فقد بات شعبنا ومقاتلونا مدركين حجم المسؤوليّات التاريخيّة الملقاة على عاتقهم، وقادرين على حمل راية الثورة، والمضي في درب الحريّة دون تردّدٍ، فكان لابد من تحويل هذه الحقائق إلى ملكٍ للتّاريخ والبشريّة جمعاء. ومن هنا عقد مؤتمر مقاومة كوباني الذي كان الهدف منه تأسيس قوّةً وطنيّةً على مستوى سوريّا ديمقراطية، والعمل بشكلٍ أكبر لتكون هذه القوّة لكلّ السّوريّين وعلى أساسٍ ديمقراطيّ. فقد أراد الكرد والعرب والتركمان والسريان والأشوريون والشركس إنشاء هذه القوّة بعد ان ذاقوا الويلات من مختلف المجموعات الإرهابية. ومن هذا المؤتمر وضع حجر الأساس لتأسيس تحالفٍ عسكريّ حمل اسم قوّات سوريّا الديمقراطيّة في الـ 10 من تشرين الأوّل/أكتوبر عام 2015. والتي تضمّ في صفوفها كافّة المكوّنات مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيّة كلّ مكوّن، ومبنيّة على أسسٍ من التوافق الاجتماعيّ فيما بينها. فكان تشكيل قوات سوريا الديمقراطية انتصار لأخوّة الشعوب.

الإنجازات:

تمكّنت قوات سوريا الديمقراطية من رسم مسار النصر بعزيمة مقاتليها ومقاتلاتها وأبناء شعبها الذين نفّذوا المهمّة الكبيرة والواجب الوطنيّ الذي ألقي على عاتقهم دون تقصيرٍ أو تردّد وبروح معنويّةٍ منقطعة النظير، فباتت قوات سوريا الديمقراطية قوّةً لا يُستهان بها قارعت أعتى أشكال الإرهاب نيابة عن العالم أجمع من أجل الإنسانيّة وقيم الحرّية والعدالة. فقد تمكنت من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي وإعادة الامن والاستقرار الى مناطق شمال وسرق سوريا وساهمت بتشكيل المجالس المدنية في المدن والمناطق المحررة من الإرهاب.

الأهمية:

تُعد قوات سوريا الديمقراطية مفتاح الحلّ ليس فقط لشمال وشرق سوريّا، بل لسوريا كاملةً، كما وتُعد قوّةً أساسيّة تهدف الى تأسيس وإرساء دعائم مستقبلٍ أكثر إشراقاً لشعوب المنطقة كافّة، وبناء سوريّا ديمقراطيّة تعدّديّة. فهي الحلّ الوحيد لتخليص هذه الشعوب من الظلم المفروض عليها.

 وتأتي أهمية قوات سوريا الديمقراطية من كونها تستمد شرعيتها من أبناء شعبها بكافة مكوناتهم من عرب وكرد وسريان وآشوريين وتركمان وأيزيدية وارمن وشركس، والذين يؤمنون بها ويثقون بها وهي بدورها تأخذ على عاتقها حمايتهم والدفاع عنهم ضد كل اشكال الإرهاب والاحتلال وتقاتل من اجلهم ومن اجل تحرير جميع الأراضي المحتلة من قبل الاحتلال التركي الذي ارتكب مجازر بحقّ النّاس في عفرين ورأس العين وتل ابيض مستهدفاً الأرض والحياة والديموغرافيا.

 

قوات سوريا الديمقراطية والمواثيق الدولية:

تلتزم قوات سوريا الديمقراطية بجميع النصوص والمواثيق الدولية وحماية المدنيين في زمن الحرب وتدعو بنفس الوقت كافة الفصائل المقاتلة في الساحة السورية الى الالتزام بها وتطبيقها. كما وتتعهد بضمان احترام الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح وعدم المساس بها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتلتزم بمنع تجنيد الأطفال أو استخدامهم في صفوفها وذلك وفقا لخطة عمل وقعتها القوات مع الأمم المتحدة. كما وتتقيد بالقانون الدولي وقرارات مجلس الامن التابع للأمم المتحدة وتحترم حقوق الانسان، وذلك فيما يخص المشافي والمدارس وحماية الاطقم الطبية اثناء النزاعات بالإضافة الى حماية الأسرى والجرحى. وتؤمن قوات سوريا الديمقراطية بدور المرأة في بناء المجتمع والمشاركة في صفوف القوات، فقد سمحت للمرأة بتنظيم نفسها داخل صفوفها بشكل يؤمن فاعليتها ودورها الطليعي على كافة المستويات التراتبية والعسكرية.

 

قوات سوريا الديمقراطية وسوريا المستقبل:

ان قوات سوريا الديمقراطية ليست قوّة اختصاصها محدود بجزء من سوريا، بل تتعدّى حدودها الجغرافيّات المرسومة وفق خرائط زائفة رسمها البعض، هذه القوات مُهيأة لتكون في المستقبل نواة لجيش سوريا الديمقراطية. فمن خلال حربها ضدّ الإرهاب الأسود، أثبتت للجميع قدرتها على العمل كقوّة رائدة متعدّدة اللغات والقوميّات والأعراق في لوحةٍ متراصّة وفسيفساء رائعة بكافّة ألوان ومكوّنات المجتمع السوري، كما أثبتت أنّ الإرهاب واحد حتّى وإن تنوّعت منابعه، وأنّها مستمرّة في المقاومة حتّى النصر والتحرير.

لقد اختارت قوات سوريا الديمقراطية المقاومة والاعتماد على الذات لبناء قوّة متينة مؤمنة بفكر وفلسفةٍ أخلاقيّة تتّخذ المجتمع أساساً لعملها، مع إيمانها المطلق بأنّ الأزمة السّوريّة لن يتم حلّها دون طاولة للمفاوضات تكون بإرادة جميع السّوريّين، وتكون صادقة ومعبّرة عن طموحات الشعب السّوريّ بكافّة مكوّناته وأديانه في سوريا تعدّديّة، لا مركزيّة بعيدة عن سياسة التفرّد والحزب الواحد.