شهداؤنا مناراتٌ نهتدي إليها
لا يمكن أن ينالَ مُجتمعٌ ما حُرّيّته دون تقديم تضحيات ودماء. وفي مناطق شمال وشرق سوريا قدّمَ الآلافُ من أبنائها أرواحهم رخيصة على مذبح الحريّةِ والكرامة التي طالما ناضلوا من أجلها، ومن بينِ هؤلاء العُظماء الشّهيد “إبراهيم الشّيخ” ابنُ مدينةِ الطّبقة.
تتجوّلُ “سناء المصري” والدةُ الشّهيد “إبراهيم” في أرجاء المدينة من وقتٍ لآخر، وترى في تفاصيلها اليوميّة وحركتها النّابضة بالحياة، تلكَ التّضحيات الكبيرة التي أثمرت كلَّ هذا الأمان والاستقرار، وينتابها الشعور بالفخر لأنَّها قدّمت فلذّة كبدها لهدفٍ نبيل تراهُ كلَّ يوم في وجوه أطفال المدينة الذين سرق الإرهاب منهم ذات يوم كلَّ شيءٍ يُشعرهم بالأمان والسّلام.
حالُ “سناء المصري” كحال الآلاف من أُمّهات الشهداء اللّواتي نذرن أبنائهُنَّ فداءً لترابِ الوطن، ويشعرن دائِماً بالعزِّ والإباء لما صنعهُ الأبناء من إنجازاتٍ كبيرة تُبهر كلَّ من رآها وسمعَ بها.
وما تشهدهُ اليوم تلكَ المدن المُحرّرة من الإرهاب في شمال وشرق سوريا يراهُ العالم كلّه، بعد أن راهن دُعاةُ الإرهاب على استمرار الخراب والدّمار في بلادنا، وخلق المصاعب أمام شعوبها ومنعه من نيل حُرّيّتها والوصول إلى حالة الاستقرار والأمان المجتمعيّ. لكنَّ إرادةَ الحياة كانت أقوى رهان للشعوب الّتي استحقت حُرّيّتها بدماء أبنائِها.