الخلف: الاحتلال التركي خرق اتفاقية خفض التصعيد أكثر من ١٥٨ مرة

أدلى قائد مجلس تل أبيض العسكريّ “رياض الخلف”، اليوم الثُّلاثاء، بتصريح لمراسلنا، تطرّق فيها إلى الأحداث الأخيرة في مناطق شمال وشرق سوريّا.
قال “الخلف” إنَّ دولة الاحتلال التركيّ مستمرّة في ارتكاب الجرائم والانتهاكات ضُدَّ مناطق شمال شرق سوريّا منذُ احتلالها لمدينتي سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض عام 2019.
وأشار “الخلف” أنَّه مع بداية عام 2022 ارتفعت وتيرة تلك الانتهاكات، من خلال شَنِّ قوّات الاحتلال التركيّ ومرتزقته هجمات شرسة على مناطق شمال وشرق سوريّا؛ بهدف زعزعة أمنها واستقرارها؛ ودفع سكّانها على النّزوح من منازلهم وقراهم ومدنهم لإكمال عمليّة التغيير الدّيمغرافيّ التي بدأتها في كُلّ من عفرين ورأس العين وتل أبيض، لتوافق مع التطلّعات والأحلام العثمانيّة.
وأكَّدَ “الخلف” أنًّ “الاحتلال التركيّ استهدف مناطقنا منذ بداية العام 2022 أكثر من /158/ مرّة، مشيراً أنَّ تلك الاستهدافات أدّت إلى استشهاد ثلاثة مدنيّين وجرح ثمانية آخرين.
وشدّد قائد مجلس تل أبيض العسكريّ أنَّ وتيرة الاستهدافات خلال الفترة الماضية، بالتّزامن مع هجوم تنظيم “داعش” الإرهابيّ على سجن “الصّناعة” بالحسكة. منوّهاً أنَّ التنظيم الإرهابيّ شَنَّ الهجوم بهدف تهريب عناصره المعتقلين، وأنَّه بالتّزامن مع هجوم التنظيم الإرهابيّ؛ قام الاحتلال التركيّ ومرتزقته بمحاولة تسلّل على قريتي “جهبل، والمشيرفة” في محيط بلدة عين عيسى، بهدف تخفيف الضغط على عناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ، بعد أن فرضت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة حصاراً محكماً على من تبقّى في السِّجن، وكذلك العناصر الإرهابيّة المتحصّنة في الأحياء السّكنيّة، بحسب قول “الخلف”.
وأضاف “الخلف” أنَّ “هذا دليلٌ دامغٌ على التَّنسيق بين هجمات تنظيم “داعش” الإرهابيّ والاحتلال التركيّ.
وأوضح “رياض الخلف” بأنَّ مقتل زعيمي تنظيم “داعش” الإرهابيّ “البغداديّ” و”قرداش” بعمليّة نوعيّة للتّحالف الدّوليّ في مناطق سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته في إدلب، ليست صدفة، خاصّة أنَّ مكان مقتله لا يبعد سوى مئات الأمتار عن القواعد العسكريّة لقوّات الاحتلال التركيّ.
وأشار “الخلف” أنَّ الاحتلال التركيّ عمد في الفترة الأخيرة إلى استهداف البنى التحتيّة للمنطقة، حيث استهدف محطّات ضخِّ المياه في قريتي “الهيشة والفاطسة”، مما أدّى على إخراجهما عن الخدمة، وإلحاق أضرار ببناء محطة “الفاطسة”، إضافة لاستهداف شبكات التيّار الكهربائيّ بين عين عيسى وقرى ريف تل أبيض الغربيّ، وبشكل مستمرّ.
وواصل “الخلف” القول: “هذا كُلّه يحدث تحت أنظار الضّامن الرّوسيّ، والذي من المفترض أن يكون ضامناً دوليّاً لوقف إطلاق النّار، ووقف اعتداءات الاحتلال التركيّ ومرتزقته على مناطق شمال شرق سوريّا”.
وأكَّدّ قائد مجلس تل أبيض العسكريّ أنَّ بعض قذائف الاحتلال التركيّ ومرتزقته سقطت على نقاط انتشار قوّات النِّظام السُّوريّ وفي محيطها وعلى الطريق الدّوليّ (M4) أيضاً، دون أن تحرّك روسيّا ساكناً والدّفاع عنها.
وقال “رياض الخلف” بأنَّ هذا الموقف ليس بجديد على روسيّا، حيث سحبت قوّاتها من عفرين في عام 2018 لصالح دخول قوّات الاحتلال العثمانيّ وتهجير سكّانها.
واعتبر أنَّ هناك تنسيق بين “سلطة دمشق” والاحتلال التركيّ، حيث أنّها بالتّزامن مع هجوم تنظيم “داعش” الإرهابيّ على سجن الصناعة، وهجوم الاحتلال التركيّ؛ شَنَّ النِّظام السُّوريّ حملة إعلاميّة ضُدَّ قوّاتنا أثناء عمليّة “مطرقة الشُّعوب” ضُدَّ التنظيم الإرهابيّ، عندما أصدرت وزارة خارجيّته بياناً يتباكى فيه على مبنى كليّة الاقتصاد التي تحصّن فيها عناصر التنظيم الإرهابيّ، و”يتهمّنا بجرائم الحرب”، وأضاف “ولكن كما يقال فالإناء بما فيه ينضح”.
وأورد “الخلف” أنَّ “النِّظام السُّوريّ دمشق دمّرَ أكثر من ثلث سوريّا، وهجَّرَ أكثر من ثلث الشَّعب السُّوريّ، واعتقل الآلاف من أبناء هذا الشَّعب وأخفاهم في سجونه، كما ارتكب بحقّه أفظع المجازر، إذ قصف المدن السُّوريّة بالطيران والمدفعيّة والدبّابات وشتّى أنواع الأسلحة، وقصف الأحياء السَّكنيّة بالأسلحة الكيماويّة، وأخلى سبيل قيادات “داعش” والإرهابييّن الآخرين من سجونه في بدايات عام 2011″، ثُمَّ أضاف “وبتمثيلية دراميّة سخيفة؛ انسحب النِّظام من مدينة الرَّقّة وعين عيسى ومطار الطبقة، وتركت قوّاته أسلحتهم الثَّقيلة لصالح “داعش”، ليقوم بعدها باستخدام كُلّ الأسلحة في هجومها على مدينة كوباني”.
وأكَّدَ “رياض الخلف ” أنَّ “ما مواقف ونوايا سلطة دمشق والاحتلال العثمانيّ واحدة؛ وهي إطالة عمر الأزمة السُّوريّة واستمرار معاناة الشَّعب السُّوريّ وإبقاء نظام الأسد على رأس هذه السُّلطة”.
واختتم قائد مجلس تل أبيض العسكريّ “رياض الخلف” حديثه بالقول: “لكن بفضل تضحيات شهدائنا وشعبنا؛ تمكّنا من تحرير مناطق شمال وشرق سوريّا من رجس الإرهاب، الذي هو بالأساس من صنع سلطة دمشق والاحتلال العثمانيّ”، وشدّد بأنَّهم “سنواصل نضالنا حتّى تحرير كُلّ شبر محتلّ، من تل أبيض ورأس العين وعفرين، وسنكون بالمرصاد لكُلّ طامع بخيرات بلادنا، وسنضرب بيد من حديد على كُلّ من يحاول زعزعة أمن واستقرار مناطق شمال وشرق سوريّا”.