المجالس العسكريّة لقوات سوريا الديمقراطية تؤكِّدُ أنَّ شَنَّ أيَّ عُدوانٍ تُركيٍّ على مناطقها سيُقابَل بمقاومَةٍ تاريخيّةٍ
أصدرت المجالس العسكريّة المنضوية تحت راية قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، اليوم الأحد، 17 يوليو/ تمّوز، بيانات منفصلة، أكَّدت فيها على استعدادها لردِّ أيِّ عدوان تركيّ على مناطق شمال وشرق سوريّا.
فأشار مجلس الرِّقّة العسكريّ، إلى عزمه وإصراره على “صَدِّ أيِّ عدوان على أرضنا”، مؤكِّداً على أنَّه يستمِدُّ قوّته وعزيمته من “إرادة شعبنا وحقِّنا في الدِّفاع المشروع عن مقدَّراته وتضحيات أبنائه الذين حرَّروا بدمائهم كُلَّ شِبرٍ من هذه الأرض”. وندَّد بيان المجلس بتهديدات دولة الاحتلال التُّركيّ بشَنِّ عدوان على مناطق شمال وشرق سوريّا، وفنّد مزاعم وتصريحات مسؤوليها بإنشاء ما تسمّيه بـ”المنطقة الآمنة”.
وأوضح بيان مجلس الرّقّة العسكريّ أنَّهم ضُدَّ الحرب، مشدِّداً على القول “لكن إنْ فُرِضَت علينا؛ سنجعلها حرباً ثوريّةً شعبيّةً وبإمكاناتنا أمام آلة الحرب التُّركيّة”.
وقال البيان في ختامه “نؤكِّدُ للرَّأي العام؛ بأنَّنا كُنّا ولازلنا ندعو للحوار وندعو للسَّلام وندفع عن شعوبنا ويلات الحرب والدَّمار، ولم ندَّخِر جهداً، وعلى كافَّة الأصعدة، لإحلال السَّلام، وبما يضمن وحدة وسلامة الأراضي السُّورية، فسوريّا لأبنائها، عرباً، وكُرداً، وآشوراً، وسرياناً، وبكافَّة مكوِّناتها، والدِّفاع عنها مسؤوليّة أخلاقيّة ووطنيّة وواجبُ شرَفٍ لكُلِّ سوريٍّ، وما تعزيز الجيش السُّوريّ لقوَّاته على خطوط الجبهات، إلا تجسيدٌ لهذه المسؤوليّة الوطنيّة والأخلاقيّة، ونُقدِّرُ لأهلنا وعشائرنا في الرِّقّة وشمال شرق سوريّا دعمهم ووقوفهم خلف أبنائهم في قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في مقاومة ودحر العدوان التُّركيّ.
فيما قال مجلس تل أبيض العسكريّ في بيانٍ له إنَّه “في ظِلِّ التَّهديدات التُّركيّة المتزايدة على مناطق شمال وشرق سوريّا، والهادفة إلى زعزعة أمنها واستقرارها، وفي سعيٍ من الاحتلال التُّركيّ لزيادة رقعة احتلاله وإيجاد ملاذٍ آمن للإرهابيّين المدعومين من أردوغان وحكومة العدالة والتنمية؛ يقوم الاحتلال التُّركيّ بانتهاك وخرق اتّفاقيّات وقف إطلاق النّار المُبرمة عام ٢٠١٩، بشكل يوميّ”.
وأكَّدَ البيان أنَّه “إذا قامت دولة الاحتلال بأيِّ عملٍ عسكريٍّ؛ فإنَّها ستَجِد قوّاتنا، قوّات مجلس تل أبيض العسكريّ في مواجهتها، وستكون حربنا شاملة ولن تقتصر على مكان أو منطقة”.
وشدَّدَ البيان على القول: “من هنا، من أرض المقاومة؛ نؤكِّدُ للعالم أجمع بأنَّنا أصحاب حَقٍّ وأرضٍ، ونأبى إلا تحريرها أو الشَّهادة دونها، وإنَّ الدِّفاع عن أرضنا السُّوريّة ضُدَّ الاحتلال التُّركيّ ومرتزقته واجبٌ وفرضٌ على كُلِّ سوريٍّ”.
ولفت بيان مجلس تل أبيض العسكريّ في ختامه إلى موافقتهم على انتشار قوّات الحكومة السُّوريّة في مناطق شمال وشرق سوريّا، بالقول: “لذلك سمحنا لقوّات حكومة دمشق بزيادة قوّاتها واستقدام أسلحة نوعيّة؛ لمواجهة التَّهديدات التُّركيّة”، مؤكِّداً أنَّ قرارهم هذا جاء “في سياق التزامنا باتِّفاقيّات عام ٢٠١٩ مع القوّات الرّوسيّة”.
من جانبه قال مجلس منبج العسكريّ في بيان له “لسنا دُعاةَ حربٍ، ولكن قوّاتنا ستكون عنواناً للبطولة والمقاومة إذا تَعرَّضَ شعبنا لأيِّ اعتداءٍ”.
وأوضح البيان أنَّ “التَّهديدات التُّركيّة ضُدَّ مدن منبج وتل رفعت وكوباني، والتي بدأت منذ ٢٣ مايو/ أيّار ولا تزال مستمرّة، إنَّما تأتي ضمن مخطَّطٍ تركيٍّ يَستهدف استكمال احتلال المدن السُّوريّة وتتريكها وتهجير سُكّانها والتّلاعب بالهندسة الاجتماعيّة السُكّانية لها وإجراء التَّطهير العرقيّ فيها”.
وأكَّدَ مجلس منبج العسكريّ عبر بيانه “أنَّ الحجج التي تتذرَّعُ بها دولة الاحتلال التُّركيّ لسَنِّ العدوان، تعتبر خرقاً صريحاً وفاضحاً لاتِّفاقيّات عام ٢٠١٩، وهي في جوهرها تستهدِف التَّجربة الدّيمقراطيّة في شمال وشرق سوريّا، وتسعى لتقسيم سوريّا واحتلال شمالها، وإغلاق الطريق أمام الحَلِّ السِّياسيّ للأزمة السُّوريّة وإطالة أمد الصراع”.
وأشار البيان “أنَّ القرى على طول خطوط الجبهة تتعرَّضُ يوميّاً للقصف التُّركيّ وقصف مرتزقته منذ تحرير منبج من رجس إرهاب تنظيم “داعش” منذ ستّ سنوات، حيث يسقط العشرات من المدنيّين والعسكريّين ضحايا، إضافة لتدمير منازل المدنيّين وتعطيل أعمالهم وتدمير للمساجد والمدارس والبنية التحتيّة”.
كما أكَّدَت قيادات المجلس العسكريّ لبلدتي تل تمر وزركان من مقاتلي مجلس تل تمر العسكريّ والمجلس العسكريّ السُّريانيّ ومجلس حرس الخابور الآشوريّ، على استعدادهم وجهوزيّتهم لصَدِّ أيِّ هجوم محتمل من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على بلدتي زركان وتل تمر.
وكان مجلس دير الزور العسكريّ قد أعلن، يوم الخميس الماضي، عن انتهائه من تحضيراته وجهوزيّة قوّاته لصَدِّ أيِّ عدوان محتمل للاحتلال التُّركيّ على مناطق شمال وشرق سوريّا، وأبدى استعداده للدِفاع عنها في كُلِّ الظروف.
حيث أكَّدَ القياديّ في المجلس “أبو ليث خشّام” أنَّهم أكملوا استعداداتهم، وهم على أتَمِّ الجاهزيّة للوقوف بوجه أطماع الاحتلال في المنطقة وحمايتها.
وأشار “خشّام” أنَّهم ومثلما حرَّروا مناطق شمال وشرق سوريّا من تنظيم “داعش” الإرهابيّ، المموَّل لوجستيّاً وماديّاً وعسكريّاً من دولة الاحتلال التُّركيّ؛ فإنَّهم سيتصدّون لمحاولة الاحتلال شَنَّ عدوانٍ على المنطقة ويحافظوا على أمنها واستقرارها.
فيما أعلنت قوّات مجلس هجين العسكريّ، اليوم الأحد، عن رفع جاهزية مقاتليها وتأهبهم واستعدادهم لصَدِّ العدوان التُّركيّ المتوقَّع على مناطق شمال وشرق سوريّا.
ونفَّذَت قوّات مجلس هجين العسكريّ عرضاً عسكريّاً لمقاتليها للتَّأكيد على استعدادهم للدِّفاع عن المنطقة ودحر العدوان. وشدَّد قياديّون في المجلس أنَّ قوّاتهم أنهت كافّة الاستعدادات اللّازمة وأصبحت في أعلى درجات الجاهزيّة لصَدِّ العدوان المتوقَّع على المنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها.