قوى الأمن الداخلي تطلق المرحلة الثانية لعملية الأمن والإنسانية في مخيم الهول

أطلقت قوى الأمن الداخلي وبمساندة من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمحاربة داعش المرحلة الثانية من عملية الأمن والإنسانية لملاحقة خلايا داعش وتجفيف البيئة الإرهابية في بعض قطاعات مخيم الهول شرقي الحسكة.
وعقدت القوات مؤتمراً صحفياً صباح اليوم في بلدة الهول أعلنت فيه انطلاق العمليات، حيث تم قراءة بيان الحملة من قبل المتحدث الرسمي للقوات.
وجاء في البيان:
إلى الإعلام والرأي العام
بيان بخصوص انطلاق المرحلة الثانية لعملية الأمن والإنسانية في مخيّم الهول – الحسكة

لا يخفى على الرأي العام المحلي والدولي الخطورة الدائمة المتصاعدة التي بات يشكلها مخيم الهول من حيث تحوّله إلى بؤرة لخلايا داعش والعائلات المرتبطة به وبيئة مفيدة يستفيد منها التنظيم الإرهابي في التجنيد واستقطاب العناصر المحتملة وبث الدعاية التحريضية لخلاياه الطليقة في سوريا والعراق والعالم، حيث باتت خطورته أوضح مع تزايد عمليات العنف الإرهابية التي ارتفعت شدتها خلال الفترة الماضية والتي نفذتها خلايا التنظيم بطريقة وحشية ضد قاطني المخيّم ومتطوعي المنظمات الإنسانية وأفراد قوى الأمن الداخلي، وكذلك محاولات الفرار وخطط الهجوم على المخيم من الخارج والتي أحبطتها قواتنا الأمنية والعسكرية.
لقد كان السيطرة على مخيم الهول الهدف التالي لإرهابيي داعش ضمن مخططه الأخير في السيطرة على سجن الصناعة في الحسكة، حيث حاولت الخلايا الإرهابية داخل وخارج المخيم التحرك في العديد من المرات للهجوم وإحداث ثغرات في الجدران الأمنية وبواباته انطلاقاً من ممر يربط المناطق الشرقية لسوريا مع الحدود العراقية والبادية السورية وكذلك الحدود التركية، بالتزامن مع الهجوم على سجن الصناعة، حيث ألقت قواتنا وقوات سوريا الديمقراطية القبض على الكثير منهم وأفشلت مخططهم الخطير، إلا أن هذا المخطط بقي سارياً بدرجة خطيرة خلال الفترة الماضية.
خلال العام الجاري، نفذت خلايا التنظيم الإرهابي وعائلاته 43 عملية إرهابية قُتل أو أعدم فيها 44 شخصاً من قاطني المخيم من ضمنهم (14 امرأة وطفلين) وذلك ببنادق ومسدسات كاتمة للصوت أو بآلات حادة بعد تعذيب الضحايا ورمي جثثهم في أقنية الصرف الصحي لإخفاء الجرائم، كذلك شهد المخيم نحو 13 محاولة خطف للقاطنين نفذتها الخلايا الإرهابية، وحالات أخرى تركزت على حرق الخيم بينما الضحايا نيام، وإتلاف المواد الإغاثية ومستلزمات المؤسسات الطبية والخدمية، والكثير من حالات إحداث الفوضى ومحاولة إزالة جدران الحماية حول المخيم.
كان واضحاً تزايد العمليات الإرهابية في المخيم مع تصاعد التهديدات التركية ضد مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تؤكد الإحصائيات المتوفرة للعمليات الإرهابية ازديادها في الأشهر التي واصلت فيها تركيا تهديداتها وهجماتها بوجود عدد كبير من متزعمي داعش في المناطق التي تحتلها تركيا والذين يقودون العمليات الإرهابية في المنطقة وبشكل خاص في مخيم الهول والمناطق المحيطة به، حيث تؤكد الدلائل والوثائق وكذلك اعترافات الكثيرين من الإرهابيين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم استخدام تركيا كافة الأدوات المتاحة بما فيها الاستخباراتية والأمنية ومصادر التمويل للوصول إلى الخلايا الإرهابية في المخيم وخارجه بهدف ربطهم بشكل أقوى بالشبكات الإرهابية في المناطق التي تحتلها في شمال سوريا والحفاظ على استمرار الرعب في المخيم لضرب الامن والاستقرار في المنطقة كافة.
مما لا شكّ فيه أن قواتنا قدمت تضحيات جمة لمنع تصاعد خطر التنظيم الإرهابي وخلاياه في المخيم، حيث عرقلت الكثير من عملياته الإرهابية من خلال الحملات الأمنية الدورية، وقدمت في سبيل حماية القاطنين العديد من الشهداء، وأكدت على التزامها المبدئي واحترامها الكامل للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان على الرغم من الأوضاع الاستثنائية التي واجهته ولا تزال تواجهه بمواجهة خلايا التنظيم الإرهابي الذين يستغلون الظروف الإنسانية في المخيّم ويتخفون بين النساء والأطفال وفي أنفاق كشفتها قواتنا مراراً ضمن التجمعات السكنية.
لقد ساهم عدم وجود خطة دولية واضحة لحلّ هذه المعضلة، وعدم إجلاء الدول المعنية لرعاياها، وكذلك عدم تقديم الدعم الكافي والمؤثر لقواتنا ومؤسسات الإدارة الذاتية في تعاظم خطورة المخيم على قاطنيه والمحيط وكذلك تشكيل الخطورة التقديرية على جهود مكافحة الإرهاب بشكل عام، لذا ومن هذا المنطلق فأننا نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية الأوضاع الأخيرة التي وصلت له درجة خطورة المخيم، وتغاضيها عن شبكات التواصل والتمويل التي تربط الخلايا الإرهابية مع متزعميها في المناطق التي تحتلها تركيا وتنطلق منها الخطط الإرهابية.
وعلى هذا الأساس، فأننا في قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا وبدعم ومساندة من قوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمحاربة داعش نعلن انطلاق المرحلة الثانية لعملية الأمن والإنسانية في مخيّم الهول لملاحقة الخلايا الإرهابية لداعش وتجفيف البيئة الدموية المساعدة لهم وتخليص القاطنين من شرهم وإرهابهم.
إن هذه العملية طال انتظارها وتمّ تأجيلها بسبب الهجمات والتهديدات التركية الأخيرة، حيث سنواجه في المنطقة والإقليم والعالم الكثير من المشاكل الأمنية إن لم نتحرك الآن، والآن فقط، ومن هنا ندعو كافة الدول والتنظيمات المعنية إلى مساندتنا في هذه العملية وتقديم الدعم الكافي للقاطنين في المخيم لحين انتهاء العملية والوصول إلى أهدافها.
تجدد قواتنا مرة أخرى تأكيدها على التزامها بقوانين ومواثيق حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تنظّم آلية التعامل الأمني مع البيئات التي تتخفى فيها الخلايا الإرهابية وتستغلها للقيام بعملياتها الإرهابية.

القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي
الهول – 25 آب 2022