مقاتلٌ من بلدي

المقاتل “عبد القادر مُحمَّد الحسين”، الاسم الحركيّ “بوطان”، هو من أهالي مدينة الحسكة، اضطرَّ إلى ترك الدِّراسة بعد إتمام المرحلة الابتدائيّة لمساعدة والده لحمل أعباء أسرته، فعمل بالأعمال الحُرّة.
ومع بدء الأزمة السُّوريّة شاهد “عبد القادر” ما حصل في الأزمة من انحراف في مسارها، فتعرَّف على قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة وقرَّرَ الانضمام إليها في عام 2016، لقناعته أنَّها القوَّة الوحيدة التي يمكن التَّعويل عليها في حماية الأهالي من الإرهاب بكافَّة أشكاله، بعد أن استفحل في السّاحة السُّوريّة.
خضع “عبد القادر” لعدَّة دورات عسكريّة تدريبيّة وفكريّة، وشارك في جميع معارك تحرير ريف دير الزور من تنظيم “داعش” الإرهابيّ.
وقبيل تحرير بلدة “الباغوز”، آخر معاقل تنظيم “داعش” الإرهابيّ؛ أصيب “عبد القادر” بشظيّة، بعد مشاركته في معارك ضارية وإبداء مقاومة بطوليّة، كانت كفيلة بدحر التَّنظيم الإرهابيّ.
إلا أنَّ إصابته لم تمنعه من المشاركة مع رفاقه المقاتلين في المهام التي كُلِّفَ بها، فبعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريّا من إرهاب “داعش”؛ توجَّهَ “عبد القادر” إلى مدينة “سري كانيه/ رأس العين” لوضع التَّحصينات ورفع الجاهزيّة، بعد تهديدات الاحتلال التُّركيّ بشَنِّ هجومٍ على المدينة.
شارك “عبد القادر” في معارك الدِّفاع عن مدينة “سري كانيه/ رأس العين” بقوّة، بعد شَنِّ الاحتلال التُّركيّ العدوان عليها في 09 أكتوبر/ تشرين الأوَّل عام 2019، وكان شاهداً على وحشيّة الاحتلال التُّركيّ ومرتزقته الذين لم يفرّقوا بين أيَّ شي يتحرَّك على الأرض.
يقول “عبد القادر” عن المعارك التي دارت في المدينة “قرار انسحابنا من المدينة جاء بعد معارك استمرّت لعدَّة أيّام، وذلك لحماية المدنيّين والأطفال القاطنين داخل مدينة “سري كانيه/ رأس العين”، لأنَّ المحتلّ التُّركيّ لا يُفرّق بين أيّ شيء، مدنيّ أو عسكريّ، أو طفل أو امرأة أو شيخ كبير في السِنِّ، فهو لايزال يرتكب مجازر يوميّة.
وفي ختام حديثه عاهد “عبد القادر” أبناء شمال وشرق سوريّا بالسَّير على خطا الشُّهداء، وحماية المنطقة من جميع التَّهديدات والهجمات التي تطالها.