نتائج هامَّة عن سلسلة لقاءات عقدتها القيادة العامَّة لقوّاتنا مع شيوخ ووجهاء دير الزور
عقد القائد العام لقوّاتنا، “مظلوم عبدي”، وعضوَي القيادة العامَّة “لقمان خليل وروهلات عفرين”، خلال الأيام الماضية، سلسلة لقاءات مع شيوخ ووجهاء المناطق الأربعة في دير الزور، وشيوخ ووجهاء قبيلَتي “العكَيدات” و”البكَّارة”.
أكَّدَ القائد العام “عبدي” خلال لقاءاته على دور العشائر الآن وسابقاً في محاربة داعش وحماية مكتسبات المنطقة التي حققها الأهالي بدماء أبنائهم، ونوَّهَ أنَّ لهم الفضل الأكبر في تحرير المنطقة من الإرهاب، وهم الضمانة لحمايتها من كُلّ التَّهديدات التي تتعرَّض لها.
وتمخَّض عن تلك اللقاءات عِدَّة نتائج، أبرزها تسريع تنفيذ نتائج ومقرَّرات “مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار” الذي عقد خلال الفترة الماضية في دير الزور، واستكمال تنفيذ باقي القرارات الصادرة عنه. وهذه كانت إحدى مطالب الوجهاء والشّيوخ التي تقدَّموا بها للقائد العام وأعضاء القيادة العامَّة، والتي تهدف إلى تحسين الواقع الخدميّ والأمني والإداري في المنطقة.
كما تطرَّق الوجهاء والقيادة العامَّة إلى الملفّ الأمنيّ في المنطقة، حيث جرى نقاش مستفيض حوله، وكذلك حول سير أعمال مجلس العدالة في المنطقة، إضافة إلى ملفِّ المعتقلين، على أن تَتُمَّ متابعة الملف وإعادة النظر في قضايا المعتقلين الذين لم تتلطَّخ أيديهم بدماء أهالي المنطقة.
كما أوضح القائد العام أنَّ الأخطاء الفرديَّة التي وقعت أثناء ملاحقة بعض عناصر خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيَّ، إن كانت من قبل القوّات العسكريَّة أو الأمنيَّة، سيَتُمُّ التَّحقيق فيها من قبل قوّاتهم لينال مرتكبوها جزاءهم العادل. مشدِّداً أنَّ هذه المسألة بالذّات كانت موضع اهتمام قيادة قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.
وتحدَّث شيوخ ووجهاء المنطقة عن الدَّور التَّخريبيّ الذي تلعبه الأجهزة الأمنيَّة للنِّظام السُّوريّ وحلفاؤه في مناطق دير الزور، ومحاولاتها الحثيثة للتدخّل في المنطقة لزعزعة أمنها واستقرارها وبَثِّ الفتن بين عشائر المنطقة. وطالبوا بالتصدّي لمحاولات النِّظام بشكل صارم وعدم التهاون مع أعماله التَّخريبيَّة، وأكَّدوا أنَّ من ينفِّذ أجندات النِّظام في المنطقة لا علاقة له بالعشائر، على العكس من ذلك هو ضُدَّ العشائر بمختلف مسمّياتها وضُدَّ مصالح أهالي المنطقة برُمَّتها.
وأيضاً في الملفّ الأمنيّ؛ أشارت القيادة العامَّة إلى سَرَيان مفعول العفو الذي أصدرته في وقت سابق للأشخاص الذين غُرِرَ بهم ودخلوا مناطق سيطرة النِّظام السُّوريّ، وأنَّ العفو عنهم كان ولا يزال بكفالة من شيوخ ووجهاء المنطقة. هذه المسألة كانت مطلباً ومحطَّ توافق بين القيادة العامَّة وشيوخ ووجهاء العشائر خلال اللقاءات.
كما طالب شيوخ ووجهاء المنطقة قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بتوسيع كفاحها ومواصلته ضُدَّ ما تبقّى من خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ في المنطقة، وأكَّدوا استعدادهم لتقديم كُلِّ ما يلزم في سبيل استئصال تلك الخلايا الإرهابيَّة من جذورها، لأنَّ التَّنظيم الإرهابيّ يُشكِّلُ خطراً على الجميع. مطالبين في الوقت ذاته بإعادة النظر في أسلوب المداهمات والعمليّات الأمنيَّة ضُدَّ التَّنظيم الإرهابيّ.
وإحدى الملفّات الهامة التي جرى النِّقاش في اللقاءات التي عقدتها القيادة العامَّة كان ملفّ العائدين من مُخيَّم الهول، واُتّخذ قرار في اللقاءات أن يَتُمَّ إخراج دفعة أولى من أهالي دير الزور القاطنين بالمخيّم في الثّامن من الشَّهر الجاري، وأيضاً بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر، وأن يَتُمَّ دمجهم بالمجتمع. ولفتت القيادة العامَّة أنَّ دفعات أخرى ستخرج من المُخيَّم بعد الأولى.
في الملفِّ السِّياسيّ؛ استعرض القائد العام وأعضاء القيادة العامَّة لقوّاتنا، أهَمَّ الإنجازات التي تحقَّقت في المنطقة، ودور المجتمعات المحلّيَّة في حمايتها، ووجَّهت القيادة العامَّة الدَّعوة إلى جميع رؤساء وشيوخ ووجهاء العشائر في المنطقة للمشاركة في ملتقى العشائر الذي سيُعقد في وقت قريب، وأبدى الحضور سعادته واستعداده للمشاركة في الملتقى.
كما تقدَّمَ عددٌ من الشّيوخ والوجهاء بشكاوى إداريَّة وخدميَّة إلى أعضاء القيادة العامَّة، وبدورها وعدت القيادة بمتابعة تلك الشكاوى مع الجهات المعنيّة لمحاولة إيجاد حلول عاجلة لها.
وبناء على مطالب الوجهاء، وجهت القيادة العامَّة المؤسسات المعنية بتسريع عمل لجنة التَّعويضات بخصوص المنازل والمحال التِّجاريَّة للأهالي والتي تعرَّضت للضرر في الأحداث التي شهدتها المنطقة العام الماضي، وخصوصاً في المناطق الموجودة على ضفاف نهر الفرات. كما بحثت القيادة العامَّة مع الشّيوخ والوجهاء سبل دعم الزراعة في المنطقة، وكيفيَّة تقديم التَّسهيلات للمزارعين. كما أكَّدَت القيادة العامَّة على سعيها في إعادة تفعيل المرافق العامَّة التي طالتها يد التَّخريب في الأحداث التي شهدتها المنطقة.
من جانبهم، طالب شيوخ ووجهاء العشائر بمحاربة الفساد والفاسدين، وأوضحت القيادة العامَّة بدورها أنَّها تبذل كُلّ جهودها على إبعاد الفاسدين عن جميع المؤسسات ومحاسبتهم. إلى جانب ذلك تقدَّم البعض بمطلب إعادة هيكلة المؤسَّسات الإداريَّة والخدميَّة في المنطقة، بناءً على قرار “مؤتمر تعزيز الأمن والاستقرار”، ولاقى المَطلب قبولاً لدى أعضاء القيادة العامَّة.
وتقرر خلال اللقاءات إعادة تفعيل المعابر الإنسانيَّة التي تَمَّ توقيف العمل فيها نتيجة الأحداث الأمنيّة التي شهدتها المنطقة، وبما تكفل خدمة الأهالي في دير الزور.
وفي نهاية اللِّقاءات؛ تقدَّمت القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، وباسم جميع مقاتليها وقاداتها، بالشُّكر لشيوخ ووجهاء العشائر والأهالي في دير الزور، ولفتت أنَّ جميع أهالي دير الزور بشيوخها ووجهائها وأهاليها وقفوا إلى جانب قوّات (قسد) ودعموها بكُلِّ قوَّة، وشدَّدَت القيادة على دورهم البارز في وأد الفتنة التي يسعى البعض لإيقاظها في المنطقة، كما أشارت إلى سعيها لتذليل جميع العقبات أمام أهالي دير الزور وحَلِّ جميع مشاكلهم الخدميَّة والإداريَّة، منوِّهَةً أنَّ هذه اللقاءات ستغدو أساساً لتطوير العمل العسكريّ والأمنيّ والإداريّ والخدميّ مستقبلاً، بما يُعزّز الأمن والاستقرار والتَّنمية في دير الزور.
بدورهم؛ تقدَّمَ شيوخ ووجهاء العشائر بخالص الشُّكر إلى القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، وعلى رحابة صدرها في الاستماع لمطالبهم ومناقشتها معهم بكُلِّ شفافية، ودعا الشّيوخ والوجهاء إلى عقد هذه اللّقاءات بشكل دوريّ وأن تتكرَّر مستقبلاً، وشدّدوا في القول إنَّهم مثلما كانوا سابقاً مع قوّاتهم العسكريَّة والأمنيَّة، فإنهم الآن أيضاً يقفون معها بكُلِّ قوَّة، مشيرين أنَّهم في مركب واحد مع قوّاتهم العسكريَّة، وأيُّ محاولة لإغراقه؛ سيغرق الجميع معاً، لافتين أنَّ الأمن والحماية بالنسبة لهم قبل الخبز والماء. وأوضح الشّيوخ والوجهاء بأنَّهم يدركون جيّداً بمخطَّطات النِّظام ومحاولاته بَثَّ الفتن، وكذلك يعلمون بمخطّطات ومرامي تنظيم “داعش” في نشر القتل والإرهاب، وكذلك مخطَّطات دولة الاحتلال التُّركيّ في احتلال مزيد من الأراضي السُّوريّة وضرب الأمن أيضاً. وأعاد الشّيوخ والوجهاء التَّأكيد على وقوفهم مع قوّات (قسد) ضُدَّ الأطراف الثَّلاثة، واستمرار عملهم مع قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة والإدارة الذّاتيَّة في حفظ الأمن والاستقرار في جميع مناطق دير الزور وشمال وشرق سوريّا، وأوضحوا أنَّهم يعلنون عن موقفهم هذا بكُلِّ وضوح وجرأة، ودون أيّ مواربة، وأنَّهم سيواصلون نضالهم السِّياسيّ والعسكريّ والأمنيّ والخدميّ، وبما يُعزِّزُ الجبهة الدّاخليَّة.