معركة دير الزور – الغلبة لمن؟
مصطفى عبدو
سباقٌ سريع لقوى عديدة, والجهةُ مدينة دير الزور التي ربما تُعتبر المعقلَ الأخيرَ لتنظيم (داعش).
فمن جهة قوات النظام المدعومة روسياً من الجوّ إلى جانب حلفائها حيث عبرت هذه القواتُ الباديةَ السورية متوجّهة إلى دير الزور، وهي الآن على مداخل المدينة بحسب وسائل إعلام عديدة، في وقت عجزت هذه القواتُ عن فكّ الحصار عن جنودها المحاصَرين منذ سنوات.
فما الذي تغيّر من المعادلة ؟
من جهة أخرى هناك قوات سوريا الديمقراطية التي تؤكد على الدوام بأنها القوةُ الوحيدة القادرة على لجم الإرهاب ودحره من كافة الجغرافية السورية، ولديها أدلة وبراهين تثبت ذلك ولها تجارب سابقة في ذلك.
مجموعةٌ من التساؤلات إلى جانب العديد من التعقيدات المتشابكة تحوط بمدينة دير الزور, فعلى من سترسو مهمة تحرير مدينة دير الزور؟
وهل هناك توافق أمريكي روسي على تقاسم تحرير المدينة المذكورة بالفعل ؟
ما يلاحَظ من الروس إنهم يحاولون إثبات وجودهم على الدوام في أي إشكالية سورية أو في أي حلّ إلى جانب إيران؛ التي تعتبر دير الزور منطقةً استراتيجية وحيوية لها، وتعتبرها إحدى بوّابات العبور بين سوريا والعراق.
أما واشنطن فهي تعطي الأولوية المطلقة لمحاربة الإرهاب وأداته «داعش»، فنجدها تسارع إلى تجميع قوى عديدة وتحاول زجها في هذه المعركة التي تعتبرها واشنطن الصعبة والمهمة إذا ما قارناها مع معركة الرقة.
الكرد بدورهم يستنزفون للمشاركة في هذه المعركة بأي شكل من الأشكال، ذلك أنّ عدم مشاركتهم من وجهة نظرهم ستكون بمثابة رسالةً دولية لطمأنة الأتراك وعلى حسابهم، وهم من يجدون أنفسهم الحماة والمدافعين عن الجغرافية السورية عامة والقادرين على التصدي للإرهاب ودحره.
اذاً نحن اليوم في سباق والوقائع الميدانية ستحددها الأيام القليلة القادمة.
وفي رؤية إلى مدينة دير الزور وما يحيط بها فإن المدينةَ تحتوي على مخزون كبير للنفط إلى جانب أهميتها الزراعية والاقتصادية من نواحٍ عديدة.
فمَن من هذه القوى المذكورة ستتخلى عن المدينة لحساب الآخر؟ وهل ستفضي معركة دير الزور إلى رسم معالم استقرار في المنطقة في ظلّ سباق تثبيت القواعد العسكرية بين القوتين الكبيرتين روسيا وأمريكا؟
ثم أن هناك سيناريو يتحدّث عن أنّ أميركا ستسمح للنظام بالعمل فقط من الجهة الجنوبية لدير الزور حيث الغاز، أمّا مناطقها الشرقية حيث المواقع النفطية ستكون تحت حماية قوات أميركية، وصولاً إلى الميادين والبوكمال. وإذا صحّ هذا السيناريو فربما سيؤدي ذلك إلى الصدام بين طهران وواشنطن مستقبلاً.
ويجد أنصارُ هذا السيناريو إنّ واشنطن ليست وحدها المعنية بتقرير مصير معركة دير الزور ومن يشارك فيها، وأن تفاهمها مع موسكو يظلّ بحاجة إلى تفاهم مع إيران.
خلاصة القول: غالبية المرشحين لمعركة دير الزور يركضون خلفَ أجندات ومصالح، ولهم غايات وأطماع بشكل أو بآخر باستثناء قوات سوريا المستقبل قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى جاهدة إلى طرد الإرهاب وما يتعلق بها والبدء ببناء مجتمع ديمقراطي حرّ يتعايش فيه الجميع بعيداً عن أي أطماع أو مآرب، وهي لها كلّ الحق في ردّ المدينة إلى حضن الوطن وسوف لن تستطيع أية قوة استعادتها دون الرجوع إلى هذه القوات , فلمن سيكون الحسم إذاً ؟