واقع المرأة في الشمال السوري  بين الأمس واليوم

إن العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا اليوم.

ولا يزال عدم المساواة بين الجنسين قائماً في جميع أنحاء العالم.

وسيتطلب تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات بذل جهود أكثر نشاطاً، بما في ذلك الأطر القانونية، للتصدي للتمييز القائم على نوع الجنس المتجذر بقوة والذي غالباً ما ينجم عن المواقف الأبوية والمعايير الاجتماعية ذات الصلة.

إنه الـ 25 من نوفمبر حيث تعقد في العالم أجمع أنشطة وندوات مختلفة في مناهضة العنف ضد المرأة، كما تنظم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية العديد من الحملات والفعاليات فيما يطلق عليه “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة”

ويعتبر العلماء بحسب معطيات جمعت من أكثر من 80 دولة بأن نسبة 30% من النساء المتزوجات يتعرضن إلى عنف جسدي أو جنسي من قبل الشريك، بينما 38% من جرائم قتل النساء في العالم تنفذ من قبل الزوج أو الشريك، ويأتي تخصيص الـ 25 من نوفمبر لليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة من تاريخ الاغتيال الوحشي الذي يعود لعام 1960 بحق “الاخوات ميرايال” وهن ثلاث أخوات أرستقراطيات لمعن آنذاك بالحراك السياسي في جمهورية الدومنيكان المعارض للحاكم الديكتاتوري “رلوفائيل تروخيليو” والذي أمر باغتيالهن لاحقاً.

ومن خلال ما يحدث للنساء في سوريا في هذه الأزمة المريرة نجد أن هناك نساء سوريات دفعهن واقع النزوح هرباً من العنف والإرهاب والجماعات التكفيرية إلى فقدان المسكن والخصوصية واللجوء إلى مراكز الإيواء لمن أسعفهن الحظ بالوصول إلى المناطق الأمنة، أو إلى المخيمات لمن غدر بهن الزمن..

أولاء النسوة دفعهن هذا الواقع إلى فقدان الأمان والحياة الأسرية الهادئة، أضف إلى ذلك رحلة شاقة للحصول على العلاج والرعاية والتعليم والتربية، فأين المرأة السورية من حملة مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والمساواة بين الجنسين وثقافة السلام ونبذ العنف؟!!

لكن بالعودة لواقع المرأة في الشمال السوري نجد أن المرأة بدأت تأخذ دورها وتتحدا القيود المفروضة من خلال مشاركتها البناءة في حركة وديناميكية المجتمع.

وأضحت المرأة تشارك فعلياً في مختلف مجالات الحياة فنجدها فاعلة، حتى بالمشاركة بالحياة السياسية وصنع القرار ورسم مستقبل أبناء مجتمعها.

وبدأت الفجوة تتقلص شيئاً فشيئاً بين المساواة بين الرجل والمرأة

إن التطبيق العملي للمساواة بين الرجل والمرأة أخذ يتسع ويتوضح في فكر الأمة الديمقراطية التي لا تفرق بين الجنسين، ولكلا الجنسين الحق في أخذ دوره على أكمل وجه..

وهناك دور ومجالس خاصة للمرأة تهتم لقضايا وشؤون المرأة، فالمرأة نصف المجتمع ولكن العادات والتقاليد الموروثة وانتشار السلطة الذكورية هي التي تقف عائقاً أمام تقدم وإبداع نصف المجتمع..

لكن مع تقدم وتطور الحياة بدأت هذه المفاهيم تتلاشى وتندحر مع إصرار المرأة وإثبات جدارتها في مختلف مجالات الحياة.. ولاسيما الشق العسكري أيضاً..

حيث أثبتت المرأة في الشمال السوري من خلال مشاركتها في حمل السلاح ودحر الإرهاب نموذجاً يحتذى لكل نساء العالم في الدفاع عن الأرض والعرض..

وسطرت مقاتلات وحدات حماية المرأة أروع البطولات من خلال المشاركة في تحرير كوباني حيث امتزجت دماء المرأة مع الرجل في أجمل صورة من صور الصمود الأسطوري.

ولا ننسى الدور الكبير والريادي لوحدات حماية المرأة في تحرير عاصمة الخلافة المزعومة في الرقة وقبلها منبج وتل أبيض..

وقد استبسلت وضحت بأغلى ما تملك في سبيل حرية وكرامة الإنسان وأخوة الشعوب.. واستطاعت أن تفرض نفسها لتأخذ دورها في البناء والتحرير، وليست كما يحلو للبعض تسميتها بالضلع القاصر..

فلتحيا المساواة بين الجنسين

ولنعزز مفهوم المساواة

نعم للمشاركة الفاعلة والحقيقية

ولا لإقصاء وتهميش دور المرأة.

فكلنا شركاء في بناء هذا الوطن نساءً ورجالاً.

حسين العثمان عضو الهيئة التنفيذية في التحالف الوطني الديمقراطي السوري