المفاوضات في جنيف… والحل في مكان آخر

يوماً بعد يوم ما يزال النظام البعثي يصر على ممارسة الاستبداد السياسي واتباع نهجه الإقصائي وإطلاق الاتهامات جزافاً والتي تصل إلى درجة التخوين.

في ظل اعتراف أغلب دول العالم بإنجازات ودور قوات سوريا الديمقراطية بالقضاء على الإرهاب ومحاربة هذا الفكر الإجرامي.

ولاسيما مطالبة الدول العظمى في المجتمع الدولي بإشراك ممثلين عن فيدرالية شمال سوريا في مؤتمرات الحل السوري سواء جنيف أو سوتشي وأنه لا يجوز إقصائهم عن الحل وضرورة إشراك جميع القوى الفاعلة وذات التأثير في الحل السوري.

إلا أن النظام ومع مرور كل هذه السنوات من الدمار والخراب الذي لحق بسوريا لازال يظن أنه يستطيع أن يعيد الزمن إلى الوراء وأن يكون صاحب الكلمة المطلقة، ضارباً بعرض الحائط طموحات وأهداف ثورة شعب نادت بالتغيير.

إن النظام البعثي هو أول من شرع دخول المليشيات الطائفية في القصير وتوالت تلك المليشيات باستباحة الأرض السورية من كل أصقاع الارض.

وهو من سمح للاحتلال التركي بدخول الأراضي السورية في الشمال بداية في جرابلس وأخيراً في إدلب وتحت مسمى مناطق خفض التصعيد.

فاقد الشيء لا يعطيه

وإن فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف ودون إحراز أي تقدم تدل على العقلية الديكتاتورية للنظام وضعف واضح للمعارضة المتمثلة بهيئة التفاوض التي نتجت عن مؤتمر الرياض 2 كونها تخضع لأجندات خارجية ولا تمثل كافة مكونات الشعب.

لذلك نرى أن هناك توجه واضح للبحث عن بدائل للحوار السوري، وأن سوتشي هو المؤتمر الذي سيلعب دوراً ريادياً جديداً بعد أن يحظى بالتأييد الدولي ويحمل صبغة الشرعية الدولية كبديل أو أقلها كمسار مواز لجنيف، وخاصة بعد تصريحات بشار الأسد أن أي مؤتمر هو أفضل من جنيف.

ستشهد الأيام القادمة جولات وزيارات مكثفة للروس لكسب المزيد من الدعم والتأييد الدولي لعقد مؤتمر سوتشي، خاصة بعد طرح اسم فاروق الشرع لترأس هذا المؤتمر وموافقة ضمنية من المعارضة لهذا الاسم.

إن الفشل الذريع لهذه الجولة من جنيف عباره عن خطة مدروسة ومقصودة، لصالح سوتشي وخاصة أن أهم ما سيتم طرحه في سوتشي هو في إطار صياغة دستور جديد لسوريا يتماشى ويتلاءم مع الواقع الجديد وإجراء انتخابات فيما بعد وتحت إشراف الأمم المتحدة.

لذلك إن تصريحات بشار الأسد تأتي استجابة لظروف المرحلة الراهنة وكسب أو استمالة الدور التركي الذي يلعب دوراً حالياً في صفقة جديده لسحب مقاتلي الغوطة الشرقية ضمن اتفاق جديد إلى إدلب.

وسيعقد أستانا جديد في أواخر الشهر وسنشهد منطقة خفض تصعيد جديدة أو ربما مناطق، لذلك أن المفاوضات في جنيف لكن الحل في مكان اخر، ولايزال الشعب السوري ينتظر الحل.

وأن الحل لن يكون إلا ضمن مشاركة جميع أطياف ومكونات الشعب السوري ومن خلال الفكر الديمقراطي المبني على المشاركة السياسية وصياغة دستور جديد يضمن حقوق الأفراد والمجتمعات والتخلص من الذهنية الأحادية التسلطية، والوصول إلى وطن سوري ديمقراطي للجميع.

فكلنا شركاء في بناء الوطن دون اقصاء

حسين العثمان عضو الهيئة التنفيذية في التحالف الوطني الديمقراطي السوري