توصلت الأطراف المشاركة في مباحثات أستانا 8 حول سوريا، اليوم الجمعة 22 ديسمبر/كانون الأول 2017، إلى تشكيل مجموعتين للعمل في ملف المعتقلين السوريين، فيما سيجتمع وفدا نظام بشار الأسد، والمعارضة السورية بمدينة سوتشي الروسية الشهر المقبل.
وجاء ذلك في البيان الختامي، الذي تلاه وزير الخارجية الكازخي، خيرت عبد الرحمنوف، في الجلسة الختامية الرئيسية لمؤتمر أستانا 8، الذي يجمع ممثلين عن وفدي النظام والمعارضة، فيما تمثل كل من تركيا، وروسيا، وإيران، أطرافاً ضامنة.
وستعمل مجموعتا العمل من أجل المعتقلين والمفقودين، وتبادل الأسرى والجثث، وإزالة الألغام، ووصف المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا هذا التطور بأنه “خطوة أولى جديرة بالثناء باتجاه وضع ترتيبات بين الأطراف المتحاربة”.
مؤتمر في روسيا
ومع نهاية مباحثات أستانا 8، تحدد موعد لمؤتمر جديد سيجمع ممثلين عن جزء من المعارضة السورية ونظام الأسد، في مدينة سوتشي الروسية باسم “مؤتمر الحوار الوطني”، وكانت موسكو تنوي عقد المؤتمر الشهر الماضي، لكنها أعلنت عن تأجيله.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مدير دائرة آسيا وإفريقيا في وزارة خارجية كازاخستان، إيداربيك توماتوف، اليوم الجمعة، قوله إن “مؤتمر الحوار الوطني السوري سيعقد في سوتشي في 29-30 يناير/كانون الثاني”.
وقال المسؤول للصحفيين في حديث حول مؤتمر سوتشي إن الدول الضامنة تتفق حالياً على قائمة المشاركين في “مؤتمر الحوار الوطني” حول سوريا، فيما نقلت “سبوتنيك” عن مصدر لم تسمه، أن “قائمة المشاركين لم تُعتمد، وأنه سيتم الانتهاء منها في منتصف يناير”.
وفي تعليقه على انعقاد المؤتمر في سوتشي، طالب المبعوث الأممي دي ميستورا روسيا بتقديم خطتها لعقد “مؤتمر الحوار الوطني”، من حيث قدرة المؤتمر على دعم محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في سوريا.
مشاركة الاكراد:
نقلت وكالة “إنترفاكس – كازاخستان” عن مصدر مقرب من المفاوضات السورية أن تركيا وإيران تعارضان مشاركة أكراد من حزب الاتحاد الديمقراطي في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقبل.
وقال المصدر: “وافق الإيرانيون وكذلك الأتراك، ولكنهم يشددون على عدم مشاركة أي شخص من جانب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، يدرك الجميع ضرورة مشاركة الأكراد، وتطلب روسيا من الدولتين المذكورتين اقتراح بعض الأكراد، ولكن من المعروف أنه لا يوجد عمليا أكراد مؤيدون لتركيا، ولذلك سنبحث عن أكراد غير منحازين لأحد”.
وصرح المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، بأن الأكراد سيكونون ممثلين في مؤتمر سوتشي بشخصيات حيادية لا تنتمي إلى أحزاب سياسية وتحظى باحترام.
وقال لافرينتييف في حديث لوكالة “نوفوستي”: “أنتم تعلمون أن تركيا تعارض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي لمؤتمر الحوار الوطني، والذي تعتبره فرعاً لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية وتحاربه على أراضيها وفي الدول المجاورة منذ فترة طويلة”.
وتابع قائلاً: “بالنسبة لهم (الأتراك) هذا خط أحمر، ونبذل جهوداً في المرحلة الحالية لكي يكون الأكراد ممثلين بشخصيات محترمة، يعرفهم الجميع، ولهم ثقل اجتماعي، ومواقف حيادية فيما يخص الانتماء إلى أي تجمع سياسي، وهناك كثير من هؤلاء الأشخاص، ونحن نعمل على التوصل للاتفاق بشأن الشخصيات”.
وأضاف أن مصالح حزب الاتحاد الديمقراطي ستؤخذ بعين الاعتبار من خلال مشاركة الأكراد في المؤتمر، ولذلك فإن هذه المسألة “ليست ملحة إلى هذه الدرجة التي يتصورها البعض”.
وسائل إعلامية تركية كشفت أن ترك برس وزارة الخارجية التركية قدمت في وقت سابق قائمةً لروسيا تتضمن اقتراح أسماء شخصيات وأطراف، للمشاركة في المؤتمر، واستبعدت منها حزب الاتحاد الديمقراطي، القائمة ضمت أسماء 15 شخصاً من رؤساء أحزاب المجلس الوطني الكردي بينها اسم رئيس المجلس الوطني السوري السابق، عبد الباسط سيدا، وشخصيات كردية أخرى، وكشفت أن أنقرة لا توافق على إشراك ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي في المؤتمر، وإنها قادرة على استخدام “حق النقض” في إطار عملية أستانا.
المكتب الاستشاري-وكالات