نقلت وكالة رويترز عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن بلاده تعمل مع روسيا في سبيل إجلاء نحو 500 شخص من ضاحية الغوطة الشرقية المحاصرة في العاصمة السورية دمشق.
وأضاف أردوغان قبل أن يتوجه في زيارة رسمية للسودان ”هناك حوالي 500 شخص بحاجة للمساعدة“، وأشار إلى أنه ناقش الموضوع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتريد أنقرة نقلهم إلى تركيا لتوفير العلاج والرعاية لهم.
وقال أردوغان إن رئيسي أركان الجيش في روسيا وتركيا سيناقشان الخطوات اللازمة في العمليات التي سيشارك فيها أيضا الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية.
مصادر إعلامية أشارت أن غالب الأسماء التي يريد أردوغان مساعدتهم للانتقال إلى تركية هم من قيادات ومقاتلي جبهة النصرة، سبق أن قامت تركية بتدريبهم وتسليحهم وإرسالهم إلى سورية، لقيادات العمليات العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها مضطرة الآن لتأمين نقلهم وحمايتهم لإرضاء روسيا بعدما تراجعت عن خطط الإطاحة بالنظام السوري.
وكان أحد قادة ميليشيات درع الفرات واسمه محمد جاسم الحسن قد كشف لوكالة مازوبوتمايا بعد الانشقاق أن تركيا في مأزق كبير فيما يخص ملف دعمها للتنظيمات والجماعات الإرهابية المتشددة في شمال سوريا.
وقال الحسن أنه تم اختيار 250 مقاتل من مقاتلي داعش في مدينة جرابلس، ونقلوا إلى مدينتي كيليس وعنتاب في جنوب تركيا، ونقلوا بعدها إلى عدد من المدن والعواصم الأوروبية.
وأوضح الحسن البالغ من العمر 33 عامًا، أن أصوله تنحدر من مدينة دير الزور السورية، وقد عمل قائدًا شرطيًا، ثم انضم إلى صفوف الجيش السوري الحر في ريف دير الزور عام 2012، واستمر حتى سيطرة تنظيماً داعش والنصرة على المنطقة، عندها انتقل إلى مدينة هطاي الحدودية في جنوب تركيا، قائلًا: “كنت أتنقل من حين لآخر بين هطاي وكار كميش، بعد ذلك انتقلت إلى مدينة جرابلس تحت رقابة القوات المسلحة التركية والقوات المشاركة في عملية درع الفرات، وعملت على تكوين علاقات بين العشائر والقبائل القادمة من دير الزور وقائدة عملية درع الفرات”.
وأضاف الحسن: “قالت 90% من العشائر والقبائل السورية أنها ستشارك في العملية العسكرية التركية. وقالت تركيا للقبائل والعشائر: “من خلال العملية العسكرية سنفرض السيطرة على مساحة شاسعة، وأنتم أيضًا ستحصلون على نصيبكم”، ولكن بدأت العشائر تمتعض عندما بدأت العمليات العسكرية دون أن تنفذ تركيا وعودها، ولكن لم يكن بيد العشائر شيء، تركيا تشن حملة دعاية مضادة لقوات سوريا الديمقراطية باستمرار، وتسعى لتشويهها، يقال: قوات سوريا الديمقراطية، مكونة بالكامل من الأكراد، لا يحبون العرب، ويريدون تقسيم سوريا”، وهذه الدعاية السوداء والتشويه تتم من خلال إعلام النظام السوري أيضًا”.
كما قدَّم معلومات مهمة للغاية حول عملية جرابلس التي استمرت 3 ساعات إلى أن تم السيطرة عليها من قبل قوات درع الفرات، قائلًا: “دخلت تركيا في علاقة مع تركيا قبيل العملية، وبدأوا مناقشة العملية. عندما كنت في كار كاميش في جنوب تركيا، كانت عناصر داعش تأتي إلى المدينة، ولكنني لم أكن أعرفهم. وكان النظام السوري وروسيا على علم بعملية الزحف إلى جرابلس. لدرجة أن وفد من روسيا وحزب البعث الحاكم في سوريا التقوا بالمسؤولين الأتراك في كار كاميش. عندما دخلت القوات المسلحة التركية إلى جرابلس، تم اختيار 250 من مقاتلي داعش، نقلوا عبر معبر كار كاميش، من خلال حافلات زودت بلمبات تحذير سيارات الإسعاف، إلى مدينتي كيليس وعنتاب، في جنوب تركيا. وكنت أنا من بين المسؤولين عن تلك الحافلات. أرسلت 6 حافلات إلى مدينة كيليس، ثم عدت إلى كار كاميش. بعد ذلك علمنا هؤلاء سيتم نقلهم إلى المدن الأوروبية”.
سيناريو الاشتباك مع داعش
وأشار إلى أن لديه معلومات مهمة للغاية حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جرابلس، قائلًا: “أطلق مقاتلو داعش النار على الجنود في قرية تابعة لمدينة جرابلس التي بدأ القتال فيها، أصيب خلالها 3 من الجنود الأتراك، تلك الاشتباكات إما أنها تمت عن طريق الخطأ أو أنها عمدًا من قبل تلك المجموعة، وأظهر للجميع أن الاشتباكات تمت مع داعش، من خلال تلك المجموعة، ولم تحدث أي اشتباكات أخرى، إذ لم يكن هناك أي وجود لمقاتلي داعش”.
وأوضح الحسن أنه مع السيطرة على مدينتي جرابلس والعزاز، بدأت المجموعات التابعة لقوات درع الفرات عمليات سلب ونهب وسرقة وتعذيب، وأن العشرات من الأهالي توجهون يوميًا لتقديم الشكاوى للمسؤولين الأتراك.
وقال: “يقول الأهالي أنهم يعرفون مقاتلي تلك المجموعات، وأن ما يقومون به أكثر فظاعة مما يقوم به تنظيم داعش. أمَّا المسؤولون الأتراك فيكتفون بالاستماع لهم.
لقد تغيرت الديموغرافية
ولفت إلى أن مجموعات درع الفرات أحضرت عددًا كبيرًا من عائلات الأوزبك والتركمان إلى المنطقة، بدلًا من الأكراد والعرب، وبهذا تم التلاعب بالتكوين الديموغرافي، مؤكدًا أن العائلات العربية والكردية التي أعربت عن رفضها لذلك اضطرت للهجرة من المنطقة.
وقال بدأت المدارس تقديم دورات لتعليم اللغة التركية، وأعلن الأهالي عصيانهم أربعة مرات، وخرجوا إلى الشوارع، ولكن المسؤولون الأتراك استمروا فيما يقومون به”.
المكتب الاستشاري