التخلص من التنظيم الإرهابي داعش في مدينة الرقة أصبح حقيقة، لكن ما بقي من مخلفاته يحتاج للكثير من الوقت للتخلص من آثارها، ولعل أبرز هذه المخلفات هي الألغام التي زرعها التنظيم في كل مكان، فكثيراً ما نسمع عن أطفال ونساء وحتى رجال إما قد بترت أقدامهم أو ماتوا أو فقدوا أحد أطرافهم جراء تلك الألغام التي زرعها التنظيم الإرهابي في كل شارع ومنزل وفناء.
في حي هشام بن عبد الملك الواقع وسط مدينة الرقة كان الأطفال يلعبون بعد أن حرمهم التنظيم الإرهابي من أبسط حقوقهم سالباً طفولتهم وبراءتهم، وبدون سابق إنذار ينفجر بهم أحد الألغام المزروعة هناك، لينجم عن الانفجار إصابة ما لا يقل عن 8 أشخاص بينهم أطفال ونساء لا ذنب لهم.
الطفل إسماعيل الحسن البالغ من العمر 11 عاماً، وحيد لأهله وابن عمه عمار محمد والبالغ من العمر 13 عام كانا من المصابين، الاثنان أصيبا بالرجل اليمنى وفقدا قسم منها.
يقول عمار: كنا أنا وابن عمي إسماعيل نلعب مع عدد من الأطفال فتعبنا وقلنا لبعضنا لنذهب ونشرب الماء وفجأةً سمعنا صوت انفجار، لا أعرف ماذا حدث سوى أنني كنت ملقى على الأرض، وإذا بإسماعيل ملقى بجانبي، يبكي ويصرخ ليخبرني بأن ساقه قد بترت فنظرت إلى ساقي وأذ هي الأخرى قد بترت، وتم نقلنا بعدها إلى المشفى.
أما بشر الحسين والبالغ من العمر 16 عام، فحاله ليس بأفضل من حال عمار وإسماعيل فهو الآخر قد أصيب بشظية اخترقت فخذه الأيمن وخرجت بعد أن قطعت كل الأوردة والأوعية الدموية في تلك المنطقة وفتت قسم كبير من العظم.
حيث تحدث بشر عن أصابته قائلاً: كنت ذاهباً لجلب بعض احتياجات المنزل وأذ بدوي انفجار قوي لم أدرك ما هو ولا من أين أتى، لم أجد نفسي إلا وأنا ملقى على الأرض والدماء تسيل مني فقام أهالي الحي بإسعافي بإحدى السيارات إلى أحد المشافي الميدانية.
وتابع الطفل الصغير بشر حديثه قائلاً: وعندما وصلت للمشفى سمعت الطبيب يقول يجب أن يتم بتر ساقي على الفور فرفض والدي، ومن ثم قام أبي بنقلي لأحد المشافي ودفع مئات الآلف فقط لكي أستطيع المشي من جديد.
حال هؤلاء ليس بعيد عن حال بقية أهالي الرقة الذين يعانون يومياً من مخلفات التنظيم الإرهابي الذي لم يميز بين صغير ولا كبير لينتقم من أهالي الرقة الذين فضلوا قوات سوريا الديمقراطية على تكفيرهم وإرهابهم الذي قد ضرب الطفولة والإنسانية عرض الحائط.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية