الأزمات التي مرَّت بها سوريـــا عامَّة ومدينة الرقة بشكل خاصّ التي حكمها تنظيم داعش الإرهابي لعدَّة أعوام واتَّخذها عاصمةً لخلافته المزعومة، والذي كان يُمارس فيها جميع أنواع القتل والذبح، حيث أنهى التنظيم وجود المرأة ودورها في المجتمع وهمَّشها وحرمها من حقوقها الطبيعية واستخدمها كَعبدَة وجارية فقط.
واليوم وبعد خروج التنظيم وتحرير المدينة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، عادت الحياة للمرأة بل وأصبحت عضواً فعّالاً في المجتمع، وأصبحت تُدير أمورها وأمور المجتمع بكل حرية وديمقراطية عن طريق المؤسسات الخاصَّة بالمرأة، واللجان التي تحلُّ قضايا المرأة والمشاكل الزوجية والعائلية والمجتمعية عن طريق الكومينات الخاصَّة بالمرأة ومجلس المرأة السورية التي تختص بأمور المرأة من جميع النواحي.
ولجنة المرأة في مجلس الرقة المدني تُمارس أعمالها بحلّ جميع القضايا والمشاكل الزوجية، حيث تحدثت لنا فيروز خليل رئيسة لجنة المرأة في مجلس الرقة المدني عن دور المرأة في الرقة بشكلٍ عام وفي المجلس المدني بشكل خاصّ.
وأضافت فيروز في سياق حديثها أنهم كَلجنة للمرأة مستمرون في عملهم، وأنَّهم يواجهون بعض الصعوبات في الوقت الحالي نظراً للنشاطات العسكرية والسياسية والمدنية، ونُعاهد كل امرأة في الرقة بأنَّنا كَلجنة المرأة سنقف مع جميع النساء هنا وسَنُساندهنَّ من كافَّة النواحي قدر المستطاع و لن نُخيّبهنًّ.
وذكرت فيروز أنَّ الجنة بصَدد تجهيز دار للأيتام وذلك بعد تلقيهم لحالات أطفال أيتام وأرامل ومُطلقات، ولكنّ ضعف الإمكانيات هو الذي يُعيق افتتاح مثل هكذا مراكز، ومن هذا المنطلق نوجَّه نداءً لجميع المنظمات التي تعمل وتدخل الرقة باسم الإنسانية، ونقول لهم أنَّ الأغلبية من نساء الرقة مظلومات بسبب الحرب التي دارت فيها، ونتمنى من كل المنظمات أن يقوموا بواجبها تجاه النساء التي تحتاج إلى المساعدة.
وفي الوقت الحالي نقوم بتجهيز روضة للأطفال ليتلقّوا فيها دروساً توعوية وفكرية للأطفال الذين عانوا من الحروب التي مرت بها مدينة الرقة، والفكر الإرهابي المظلم الذي رسَّخه تنظيم داعش في عقول الأطفال الأبرياء، ولهذا الأمر سنقوم في الأيام القادمة بفتح هذه الروضة وضم جميع أطفال الرقة إليها، وقُمنا بتجهيز مشغل للخياطة وسَيضمُّ أكثر من 1500 تقريباً للنساء المطلقات والأرامل في إطار مكافحة البطالة وتأمين الدخل المناسب لهم.
ولدينا مشروع آخر قيد الدراسة وهو ترميم أحد الأفران بالتنسيق مع لجنة الأفران والمطاحن، وهذا الفرن سوف يكون خاصَّاً بالمرأة لتُثبت وجودها في المجتمع على أنها قادرة على توجيه خطواتها، وعلى هذا الأساس تسير أعمالنا في مدينة الرقة لحل معاناة المرأة في هذه المدينة التي عانت من ويلات الحروب.
وأضافت فيروز أنه وبدون المرأة المجتمع لن يتقدم لأنَّ كل مكان يتطلب تواجداً للمرأة، وهناك اقبال كبير من قبل النّسوة فهُنَّ يتَّخذننا سنداً لهنَّ بعد أن ضغط تنظيم داعش عليهنَّ وحرمهنّ من حقوقهنَّ، ونتمنى التوفيق لكل النساء في الرقة وأبوابنا مفتوحة على مصراعيها للجميع، وجاهزون لحل جميع المشاكل التي تقف في وجه المرأة إن كانت زوجيةً أم عائليةً أم اجتماعيةً.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية