يُعدُّ سد الفرات من أكبر السدود في سوريا، ويحجز خلفه بحيرة السد التي تُعتبر من أكبر المسطّحات المائية للمياه العذبة في سورية، ولهذا السد فائدة اقتصادية كبيرة في توليد الكهرباء وسقاية الأراضي وتوفير الثروة السمكية.
وقد تعرض هذا السد لبعض المخاطر إبّان حكم تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة من تخريب وتدمير بعض من أجزائه وخاصة أسلاك الكهرباء.
وبهذا الصّدد حدّثنا محمد شيخو رئيس إدارة السدود في مدينة الطبقة عن السد وعن أعمال الصيانة التي قاموا بها قائلاً:
بعد عملية التحرير مباشرةً قمنا بفحص السد بشكل عام، وكانت نسبة الدمار كبيرة جداً حيث دمر بشكل منهج، وكان عدد من الطوابق مغمورةً بالماء، وبقينا مدة شهر ونحن نُفرغ هذه المياه، وبعد إفراغها اتجهنا لصيانة العنفات.
فقمنا أولاً بصيانة العنفة الثالثة بجهود عمال السد والفنيين، واستمر العمل لشهرين بورديّات ليلاَ ونهاراً، وفي البداية أقلعت ميكانيكياً وبعدها بفترة تمّ توليد الكهرباء، وتمّ العمل بنفس النظام، وأعدنا تفعيل العنفة الأولى والخامسة والثامنة وقمنا بربطها بشبكة الكهرباء، بينما لدينا صعوبة في العنفة الثامنة وهذه الصعوبة خارجة عن إرادتنا، ويتم العمل الآن على تفعيل العنفة السابعة.
وعاد السد للعمل وهذا كله بفضل الجهود الجبارة والإمكانيات القليلة التي قُمنا بها نحن وعمال السد والفنيين من تأمين المواد والقطع والكابلات الهوائية.
ولدينا مجموعتان مُفعلتان هما المجموعة الأولى والثالثة وربطناها بالشبكة لتوصيل الكهرباء لمقاطعة الجزيرة، وفي سد الحرية كُنا نُعاني من نفس المشكلة، حيث يوجد فيه ثلاث عنفات، واحدة خارجة عن الخدمة واثنتان مفعّلتان واليوم العنفة الثالثة ستعود للعمل وسيتم ربطها بشبكة الكهرباء.
وهناك مشكلة كبيرة وهي نقص مياه البحيرة وانخفاض منسوبها لثلاث أمتار، وسبب انخفاض الماء هو حجز تركيا لوارد المياه حيث لاتصلنا النسبة المُتعارف عليها دولياً، فنسبتنا من الماء من 400 إلى 500 متر مكعب من الماء ويأتينا فقط 200 ، وهذا لا يكفي للتوليد أو تمرير مجرى النهر لأن هذه الــ200 يجب أن تمرّ إلى العراق، وهذا كله مُخالف للأعراف والاتفاقيات الدولية، لأنه يؤثر سلباً على المزارعين وأصحاب الأراضي وتوليد الكهرباء، ونحن مُقبلون على فصل الصيف حيث نسبة التبخر كبيرة، وإذا لم تأتِنا النسبة المُتعارف عليها من 400 إلى 500 متر سيكون الوضع خطير جداً، وعليه نطالب تركبا بالالتزام بالاتفاقيات المعترف بها دولياً بالنسبة لسد الفرات لدرء الكثير من الأخطار التي ستنجم عن النقص في منسوب المياه وإلا سيخرج السد عن الخدمة.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية