عانى أهالي مدينة الرقة خلال فترة سيطرة داعش الأمرّين. وذاقوا ويلاتٍ لم تشهد البشرية مثيلاً لها. ولاقوا ظلماً ما بعده ظلم. ولمّا يتوقف مسلسل مآسيهم، فمن تشريدٍ وقتل وذبح وتكفير إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم.
محمد مسلم بوزان من سكان حي الرميلة. من أكراد مدينة الرقة. يبلغ من العمر ثمانية وستين عاماً. هذا الرجل الذي بلغ من العمر عِتِياً، مازال يكافح ظروفه لتأمين قوت يومه يلملم في صباحات شقائه ما يسدّ به رمقه.
لم يستطع محمد استئجار محلٍ يعرض فيه بضاعته لارتفاع الإيجارات في المنطقة. لكنه لم يقف مكتوف الأيدي فقرر افتراش أحد أرصفة المدينة يعرض عليها بضائعه التي هي عبارة عن موادّ غذائية وقليلٌ من الخضراوات، لا بل ويتخذها أيضاً منامة له فقد تقطعت به وزوجته سبل العيش الكريم. وعزة نفسه كفيلة بألا يطلب يد المساعدة من أحد، فيقوم بنفسه بإدارة شؤونه رغم ضعفه.
قصة محمد مسلم بوزان واحدة من آلاف قصص المعاناة التي تدمع لها الأعين ضمن مدينة الرقة. ومأساته اليوم هي امتدادٌ لما عاناه وقاساه على أيدي عناصر داعش. فبسبب قوميته الكردية ورغم فقره المدقع عاملوه بلا إنسانيةٍ مفرطة دون احترامٍ لسنه فقد اعتقلوه لفترة تعرّض فيها للضرب والإهانة من قبل الإرهابيين، وبعد إخلاء سبيله لم يسمحوا له بالبقاء في المدينة وأجبروه على الخروج منها مع زوجته.
يناشد محمد المنظمات الإنسانية المجيء إلى الرقة ليروا بأمّ أعينهم كيف تكون معيشة الفقراء وتقديم المساعدة لهم وإنهاء معاناة الآلاف من المنسيين والمهمّشين الذين لا يدري أحد بمآسيهم.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية