منذ تأسيس تنظيم دولة الإسلام في العراق، ومن ثمّ تسميته بـ”داعش” الإرهابيّ في العراق 2006 على يد “أبو مصعب الزرقاويّ”، وامتداده إلى الجغرافيا السّوريّة فيما بعد؛ وخيوط العلاقة ما بين الدولة التركيّة وأمراء التنظيم الإرهابيّ تتكشّف يوماً بعد يوم.
عشراتٌ من الوثائق والتسجيلات المصوّرة التي سرّبتها وقامت بنشرها وسائل إعلاميّةٌ مختلفة، أظهرت تساهل حرس الحدود التركيّ مع حركة عبور إرهابيي داعش إلى الجانب السّوريّ من الحدود من طرف مدينة كوباني/عين العرب 2014، إلى جانب السماح بمرور قوافل النفط من مناطق كانت تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابيّ في العراق وسوريّا عبر الأراضي التركيّة.
كما كانت “ويكيليكس” قد نشرت في وقتٍ سابق وثائق تثبت تورّط أجهزة الاستخبارات التركيّة في دعم وتمويل وتدريب عناصر تكفيريّةٍ داخل تركيّا، ظهر فيما بعد انضمامهم لتنظيم داعش الإرهابيّ، وهو ما يثبت بشكلٍ لا يقبل الشكّ عمق العلاقة العضويّة بين تركيّا حكومةً وأمراء التنظيم الإرهابيّ.
وآخر خيوط هذه العلاقة ظهرت بشكلٍ جلي عندما رفضت السلطات التركيّة طلباً للخارجيّة الأسترالية بترحيل أسترالي داعشيّ “نيل براكاش” المعروف باسم “أبو خالد” يُعتقد أنّه من أبرز المسؤولين عن تجنيد مقاتلين لتنظيم داعش الإرهابيّ.
وجرى الربط بين “براكاش” المولود في ملبورن الأستراليّة، ومخطّطاتٍ لهجماتٍ في أستراليا، كما ظهر في عددٍ من مقاطع الفيديو والمجلّات التابعة للتنظيم الإرهابيّ.
وتقول أستراليا إنّ “براكاش” قام بتجنيد رجالٍ ونساءٍ وأطفالٍ من أستراليا، وحرّض على نشاطاتٍ تكفيريّة متشدّدة، حسب رويترز.
وتسعى الخارجيّة الأستراليّة إقناع تركيّا ترحيل “براكاش” منذ إلقاء القبض عليه قبل نحو عامين من الآن.
وكانت الحكومة الأستراليّة أعلنت عام 2016 مقتل “براكاش” في ضربةٍ جويّة بمدينة الموصل العراقيّة، وذلك استناداً إلى معلومات خاطئة للمخابرات الأمريكيّة، لكنّها أكّدت فيما بعد أنّ “براكاش” معتقلٌ في تركيّا.
المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة