أوضح عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية “حسن محمد علي” ماهية المباحثات التي جرت بين مجلس سوريا الديمقراطية والنظام السوري في مدينة دمشق العاصمة السورية، في الفترة القصيرة الماضية.
جاء هذا التوضيح ضمن اجتماع عقده مكتب العلاقات العامة لقوات سوريا الديمقراطية مع وجهاء وشيوخ العشائر في الشمال السوري.
حيث أكد “حسن محمد علي” على منهجية العمل التي تستند عليها الحلول المقدمة من قبل مجلس سوريا الديمقراطية للأزمة السورية وقال: ” نحن في مجلس سوريا الديمقراطية، لنا منهجية في العمل ومبادئ أساسية من أجل حل الأزمة السورية، لأنه من غير الممكن أن تحل المشاكل السورية إلا عبر إطلاق حواراً سياسياً سورياً، وأما العسكرة ستقود سوريا إلى فوضى وأزمة عميقة، ونفقاً مظلم، وها نحن نرى ماذا أودت بنا العسكرة والاقتتال، فنحن دائماً نعلن أننا مع المفاوضات والحلول السياسية التي تضمن سوريا تعددية ديمقراطية لامركزية.”
وفي مستهل حديثه قال: ” كنا نرى جمع المشاكل السورية كاملة في هذه المعادلة الصغيرة، سوريا ديمقراطية يعني أن نتخلص من الديكتاتورية، سوريا تعددية يعني بأن نقبل بالمكونات المختلفة المشكلة لسوريا الموحدة، وسوريا لامركزية تعني ألا نحشر جميع السلطات في المركز، وأن نفسح المجال للمناطق والمحافظات لكي يديروا أنفسهم بأنفسهم.”
وأكمل “محمد علي”: بدأت مرحلة جديدة في سوريا سواء من حيث اللقاءات الدولية أو الداخلية أو الإقليمية فكانت كل الرؤى مجتمعة على أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة سواء من خلال اللقاءات بين الدول الكبرى “روسيا وأمريكا” و بين “روسيا وإيران وتركيا ” من جهة و”أمريكا والتحالف الدولي” من جانب آخر، وخصوصاً بعد اللقاء الذي حصل بين الرئيس الروسي بوتن والرئيس السوري بشار الأسد الذي طرح في إحدى المقابلات أنهم جاهزون للتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية حول مسألة الشمال السوري، وفهمنا هذه الرسالة بأنها بمثابة وضع الكرة في ملعبنا.
وأكد “حسن محمد علي” على أن مجلس سوريا الديمقراطية قد قبل التفاوض بدون شروط مسبقة، وعندما أعلنوا التفاوض دون شروط ظهرت نقاشات كثيرة بين مؤيد ومعارض واستطاعوا مرة أخرى أن يقودوا العملية السياسية رغم العراقيل التي يريد البعض أن يضعها أمامهم، الأمر الذي أثار ضجة إعلامية في أوساط الكثير من الدول حتى بين مكونات الشمال السوري نفسها، وتساءل الكثيرون عن هذه المفاوضات وعن ماهيتها وهل سيسلم مجلس سوريا الديمقراطية المناطق في الشمال السوري للنظام ، لكن رؤية مجلس سوريا الديمقراطية كانت واضحة في المؤتمر الثالث للمجلس ومؤكدةً على المبدأ الأساسي في التحاور وهو سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية سوريا لكل السوريين ووحدة سوريا.
وقال “حسن محمد علي”: طالما لا نتفق على الأمور السياسية الكبيرة فلنحاول الاتفاق على الصغيرة الخدمية لأن شعبنا في هذه المناطق بحاجة ماسة للخدمات ومنها الكهرباء والسد والصحة والسجل المدني والتعليم والري فالأمور الخدمية لا بد من إيجاد حل لها.
وعليه عقدت عدة لقاءات في مدينة الطبقة بين الإدارة المدنية في الطبقة ووفد يمثل النظام، حتى قلنا أن بعض المشاكل في السجل المدني في منبج يجب حلها لكن كل هذه الأمور يجب أن تنحصر بالموظفين فقط وعدم عودة المؤسسات العسكرية والأمنية.
وعن تفاصيل المحادثات التي جرت في الطبقة بين الإدارة المدنية ووفد من النظام السوري قال ” محمد علي”: ” بما أننا أعلنا سابقاً أن سد الفرات هو سد لسوريا كلها، فعلى الإداريين السابقين العودة إليه والعمل فيه. فكان جواب النظام السوري على ذلك بأنه يريد رفع العلم السوري فوقه، لكننا شعرنا أنه يريد أن يستثمر هذا الأمر إعلامياً فقط. وتمت دعوتنا من قبل النظام السوري لزيارة دمشق التي زرناها بوفد ضم مختلف مكونات الشمال السوري، وعرض النظام السوري أربعة نقاط للنقاش واعتبرها ثوابت عنده، ومنها الاعتراف بوحدة سوريا ورفع العلم السوري فوق الدوائر الحكومية ومسألة الجيش السوري ومسألة الرئيس السوري.
وكان جوابنا إننا مع وحدة الأراضي السورية التي تتعرض أجزاء منها للاحتلال التركي في إعزاز والباب وجرابلس وعفرين، وأنه باستطاعة مدير السد رفع علمه ضمن مكتبه أو أمامه، وإننا جاهزون إلى أن تتحول قوات سوريا الديمقراطية إلى جزء من الجيش المستقبلي لسوريا بعد أن يتم حل المشكلة والأزمة السورية، أما عن مسألة الرئيس فكان جوابنا إذا قمنا بانتخابات شفافة وبضمانات فلا مشكلة لدينا مع الرئيس الذي ينتخبه كل السوريين.
ونحن بدورنا لدينا شروط عند التحاور لدينا ما نطرحه حول طرحنا مواضيع إدارات ذاتية في المنطقة التي يجب أن تأخذ مكانها من الناحية الدستورية وأن يكون لها ضمانة دستورية فنحن منذ مدة نقوم بإدارة مناطقنا ونحل مشاكلنا من خلال هذه الإدارات التي تعتبر نموذجاً مثالياً يحتذى به في سوريا، فقالوا لدينا قوانين الإدارة المحلية وقلنا الإدارة الذاتية تختلف عن الإدارة المحلية فهي تحل كل المشكلات لكل مكونات المجتمع كما اقترحنا تشكيل لجان مختصة من طرفنا ومن طرفهم لمناقشة العقد الاجتماعي وقمنا بتشكيلها والنقاش لكن لم يتم التوصل لنتيجة إلى هذا الحين.
وأعلن حسن محمد علي في نهاية حديثه أنه لا يوجد أي اتفاق مع النظام السوري إلى هذا اليوم وكل ما يحدث هو عبارة عن حوارات لابد لها أن تأخذ وقتاً كافياً لتستكمل جميع شروط الاتفاق. وأن الشمال السوري مفتوح أمام حركات النزوح التي قد تشهدها مدينة إدلب، وأن البيوت مفتوحة لأهل إدلب في أي حين يشاؤون.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية