إنها لا تقل نضارةً ولا روعة عن جِنان اللاذقية وغوطة دمشق، إنها حدائق الرقة ومشاتلها الزراعية التي تنبثق من وسط الركام معاندةً همجيةِ الحربِ التي أصبغت لونها الرمادي فوق ألوان زهورها وخضّرة فسائلها الصغيرة.
“مشّتل الرشيد” لأشجار الزينة والورود، في مركز مدينة الرقة، و الذي تم انشائه قبل 20 عاماً، يتحدى آلة الحرب التي حاولت بهمجيتها أن تمحو من ذاكرة الرقيين كل ما يبعث في النفس الحياة.
يتربع ” مشتل الرشيد” على مساحة تبلغ “الثلاثة دنمات” في حي التوسعية في مركز المدينة إلى جهة الغرب، ويضم في جنباته على المئات من أنواع الورود المختلفة الألوان والأشكال والرائحة، إضافة إلى أشجار الزينة التي كان أهل الرقة يزينون بها شرفات منازلهم وساحاتها.
كما يحتوي هذا “المشّتل” على أشجار الحمضيات المختلفة التي تم استجلابها من مناطق الساحل السوري المشتهر بها، لتتم زراعتها في ضواحي مدينة الرقة ومركزها، وعلى الرغم ما يعانيه أهل الرقة من ضغوطات الحياة المستمرة ورغبتهم في إعادة إعمار منازلهم إلا أنهم لا يستغنون أبداً عما يزينون به بيوتاتهم، محاولين إضفاء اللون الأخضر الزاهي على مدينتهم.
يحدثنا” أبو حامد” صاحب “مشتل الرشيد” عن مشتله ذاكراً أنه يقوم بجلب الفسائل الصغيرة من الحمضيات وغيرها من الأشجار المثمرة من الساحل السوري ويقوم بزراعتها في مشتله، وبعد العناية بها يقوم بعرضها للناس وبأسعار رمزية جداً، كما يبذر “بذور” الزهور في المشتل في أكياس صغيرة خاصة لهذا الغرض.
تعرض هذا “المشّتل” لعمليات تخريب وحرق من قبل تنظيم داعش الإرهابي مُحولاً إياه إلى مكان يخبئ فيه أسلحته وحقده الأسود، كما تعرض أيضاً لضربة صاروخ كبير الحجم لم ينفجر بعد داخله، الذي ناشد” أبو حامد” بدوره الجهات المختصة بأن تسارع في رفعه وإزالته من “المشّتل” حفاظاً على أرواح من يزورون هذا “المشّتل”.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية