في إطار حملة ( معركة دحر الإرهاب ) ظهر واضحا أن مرتزقة تنظيم داعش الإرهابي تولي أهمية استراتيجية لبلدة الباغوز فوقاني ، لما تتمتع به هذه البلدة من موقع استراتيجي عسكريا ، لذلك وضع المرتزقة كل إمكاناتهم لتحصينها دفاعيا و اتخاذ كافة الوسائل و السبل لمنع أو تأخير سقوطها ، كونها البوابة العسكرية لسقوط مدينة هجين آخر معاقلهم.
المعارك التي استمرت في محيط الباغوز منذ لحظة انطلاق الحملة شهدت أعنف الاشتباكات و استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة ، و كذلك العديد من فنون القتال التي استخدمتها قواتنا لإرهاق المرتزقة و تشتيت قواهم ، فيما اشتبكت قواتنا معهم في آخر ثلاثة أيام بشكل مباشر و متواصل و دارت اشتباكات هي الأعنف على الإطلاق تكبد فيها المرتزقة عشرات القتلى ، و تم تدمير العديد من أسلحتهم و آلياتهم كما استولت قواتنا على الكثير من الأسلحة و العتاد العسكري و الذخيرة كما شاركت فيها قوات التحالف الدولي سواء بالقصف الجوي أو القصف بالصواريخ و المدفعية و بشكل فعال ، فيما اقتحمت قواتنا تحصينات المرتزقة و أسقطتها الواحدة تلو الأخرى متوجة انتصارها بتحرير الباغوز و دحر المرتزقة نحو الداخل باتجاه مدينة هجين.
في هذه المعارك التي شهدتها الأيام الثلاثة الأخيرة ، واجهت قواتنا ، حرب الألغام ، و المفخخات بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى حيث تعاملت فرق الهندسة العسكرية مع المئات من مختلف أنواع الألغام ، كما استهدفت قواتنا العديد من المفخخات و فجرتها قبل وصولها لهدفها .
المؤكد أن هذا الانتصار ما كان له أن يتحقق لولا تضحيات الشهداء الأبطال من قواتنا الذين اقتحموا خنادق المرتزقة و ضحوا بأنفسهم ليفتحوا الثغور في تحصيناتهم ، حيث ارتقى عدد من خيرة مقاتلينا إلى مرتبة الشهادة ، و إننا إذ نجدد العهد لرفاقنا الشهداء بالاستمرار على دربهم حتى دحر الإرهاب و طرده من بلادنا ، فإننا بالمثل نعاهد شعبنا على الالتزام بما أقسمنا عليه من تأمين حياة آمنة و سالمة لكل مكونات شمال سوريا .
القائد العام لحملة ( معركة دحر الإرهاب) جيا محمد
20 أيلول 2018