منذ أنْ تمكّنت قوّات مجلس منبج العسكريّ من تحرير مدينة منبج من براثن إرهابيّي “داعش” في 15 آب/أغسطس 2016، وأهالي المدينة يخوضون حرباً ضروساً من نوعٍ آخر للنهوض بواقع مدينتهم وتحسين مرافق الحياة العامّة والخاصّة فيها.
وما إن تحرّرت المدينة بسواعد أبنائها وبناتها، حتّى بدأت منبج تضجّ بالحياة مجدّداً، وتنزع عن نفسها سواد الإرهاب، وتوّجت خطوات تحريرها بإرساء دعائم أوّل إدارةٍ مدنيّةٍ تمخّضت عن مجلسين تشريعيّ وتنفيذيّ وهيئةٍ للعدالة الاجتماعيّة.
المجلس التنفيذيّ الذي بدأ عمله في 12 آذار/مارس 2017، بدأ إعادة ترتيب وتنظيم شؤون الأهالي، وانبثقت عنه (13) لجنة تحيط كافّة جوانب الحياة الخدميّة والتربويّة والتعليميّة والأمنيّة والثقافيّة والفنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والصحّيّة والتنظيميّة وهي: لجنة البلديّات، لجنة التربية والتعليم، لجنة الداخليّة، لجنة الثقافة والفن، لجنة الاقتصاد، لجنة الماليّة، لجنة العلاقات الاجتماعيّة، لجنة الشؤون الاجتماعيّة والعمل، لجنة الصحّة، لجنة الشباب والرياضة، لجنة المرأة، لجنة الدّفاع الذاتيّ، ولجنة عوائل الشهداء.
رصدٌ للدمار، وجهودٌ حثيثة لتوفير كادر تدريسيّ مؤهّل
لجنة التربية والتعليم، إحدى اللجان الأساسيّة المنبثقة عن المجلس التنفيذيّ للإدارة المدنيّة الديمقراطيّة في منبج بتاريخ 12 آذار/مارس 2017. تتبع لها عددٌ من المراكز هي: الإدارة العامّة للمدارس، ومؤسّسة اللغة الكرديّة، وأكاديميّة التدريب، ومعهد إعداد المعلّمين، ومعهد الإدارة المدنيّة الديمقراطيّة، واتّحاد المعلّمين.
عملت اللجنة منذ تأسيسها، مع باقي لجان ومؤسّسات الإدارة لإعادة الرونق لوجه المدينة الناصع الذي شوّهته يد الإرهاب، وبدأت أوّلاً بالتعاون مع قوى الأمن الداخليّ على رصد حجم الدمار والخراب الذي لحق بالمدارس والمرافق التعليميّة نتيجة العمليّات الحربيّة، والتأكّد من خلوّها من وجود أيّة ألغام من مخلّفات الإرهابيّين، فكانت هذه أولى نشاطاتها الميدانيّة على الأرض قبل البدء بعملها التنظيميّ فيما يتعلّق بتوفير الكادر الإداريّ والتدريسيّ المؤهّل لإعادة تفعيل وتسيير العمليّة التربويّة والتعليميّة كما كانت قبل الحرب.
من (850) إلى أكثر من (4000) معلّماً ومعلّمة
بدأت اللجنة من (276) مدرسةً في العام الدراسيّ 2016 – 2017، حيث بلغ عدد الطلّاب في كافّة مراحل التعليم الأساسيّة والثانويّة حينها (76000) على امتداد المدينة وريفها، يشرف عليهم كادرٌ تدريسيّ مؤلّف من حوالي (850) معلّماً ومعلّمة.
وفي العام الدراسيّ التالي 2017 – 2018، ونتيجة الجهود الجبّارة التي بذلتها اللجنة فيما يتعلّق بإعادة تأهيل معظم المدارس والمرافق التعليميّة التي لحق بها الدمار، ازداد عدد الطلبة ليصل إلى حوالي (96000) طالباً وطالبة. وارتفع عدد المعلّمين والمعّلمات حوالي (4) أضعاف ليبلغ (3267) في العام نفسه في كلّ من المدينة وريفها.
(191) ألفاً من الطلبة يقصدون (325) مدرسة
استمرّت اللجنة بجهود رفع سويّة العمليّة التربويّة في عموم مدارس منبج وريفها حتّى وصل عدد الطلبة الملتحقين بكافّة مراحل التعليم الأساسيّ (الابتدائيّة والإعداديّة) والثانويّة بفرعيها العلميّ والأدبيّ في العام الدراسيّ الحاليّ 2018 – 2019 إلى (119,171) منهم (70,727) من الذكور و(48,444) من الإناث، موزّعين على الشكل التالي: (107,646) طالباً وطالبة للمرحلة الابتدائيّة، و(10,304) للمرحلة الإعداديّة، و(1221) للمرحلة الثانويّة بفرعيها، يشرف عليهم كادرٌ تدريسيّ مكوّن من (4200) معلّماً ومعلّمة، منهم (2200) معلّمة. في حين بلغ عدد المدارس العاملة في العام الدراسيّ الحاليّ، (320) مدرسة عامّة، إلى جانب مدرستين في المخيّمين الشرقي والمخيّم الشرقي الجديد، وكذلك (3) مدارس خاصّة.
دورات منهجيّة ونشاطات منوّعة للنهوض بالطلبة والمعلّمين
للنهوض بالعمليّة التربويّة والتعليميّة ورفع سويّة الكادر التدريسيّ، افتتحت اللجنة دورتين تدريبيّتين (فكريّة ومنهجيّة) للمعلّمين والمعلّمات، الأولى مكثّفة مدّتها أسبوعان، والأخرى مدّتها شهران، تضمّنت دروساً فكريّة وثقافيّة، وكذلك شقاً منهجيّاً اشتمل على طرائق التدريس، وكيفيّة التعامل مع الطلبة، وكيفيّة تجهيز دفتر تحضير الدروس، والوسائل التعليميّة وغيرها من الموادّ المتعلّقة بآليّة تسيير العمليّة التربويّة.
كما أشرفت على افتتاح عددٍ من الأنشطة الترفيهيّة والثقافيّة والرياضيّة ضمن مدارس المدينة والريف لتطوير قدرات ومدارك الطلبة، حيث افتتحت معرضاً مدرسيّاً – وبطولة للشطرنج خلال الفصل الدراسيّ الأوّل من العام الحاليّ، وستكون هناك بطولة لكرة القدم، وتقديمٌ لعملٍ مسرحيّ خلال الفصل الدراسيّ الثاني. وكذلك سيكون هناك افتتاحٌ لنادي صيفيّ مجّانيّ في عددٍ من مدارس المدينة خلال العطلة الصيفيّة.
(152) مليوناً إجمالي إنفاق اللجنة على المراكز التربويّة
وفيما يخصّ نفقات ومصاريف العمليّة التربويّة، فقد بلغ إجمالي النفقات المخصّصة لسير العمليّة التعليميّة منذ تأسيس اللجنة (151,858,000) ل.س، تشمل نفقات ترميم المدارس، ومصاريف صيانة وإصلاح دورات المياه وشبكات التيّار الكهربائيّ، وتجهيزات المدارس بكافّة المستلزمات من مقاعد دراسيّة وألواح ونوافذ وأبواب ومدافئ وقرطاسيّة وخزّانات، ويُستثنى منها نفقات التدفئة وتوفير المحروقات.
المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة