لكلّ امرئٍ من اسمه نصيب، إلّا ضياء وبهاء، الذين لم يسعفهما القدَر على حملِ معاني اسميهما.
ضياء وبهاء علي الحبش، 17 عاماً، توأمٌ حرمهما القدَر من نعمة البصر، ولم يكن لهما أيّ حصّةٍ من اسميهما الذَيْن يحملان معانيَ النّور والضياء والسطوع.
ينتمي التوأم إلى أسرةٍ نزحت من بلدة (مسكنة)، في الريف الشرقيّ لمدينة حلب السّوريّة، خلال الحرب، واستقرّ بها الحال في مخيّم (عين عيسى)، شماليّ مدينة الرقّة قبلَ نحوِ عامين.
تقطن الأسرة المؤلّفة من (10) أشخاص، في المخيّم الذي يضمّ عشراتِ آلافِ النازحين ممّن تقطّعت بهم سبل العيش والحياة، من مناطقِ دير الزور والرقّة وريفِ حلبَ الشرقيّ والعراق.
يعاني التوأم من مرضٍ وراثيّ، حمَلاهُ منذ ولادتيهما، يسمّى (تشحّمَ حلزونِ العين وارتخاءَ الحاجب)، والذي يسبّب للعينين حركةً لا إراديّة -غيرَ طبيعيّة- تشكّل حاجزاً أمام الرؤيةِ والإبصارِ السويّ.
تمّ تشخيصُ حالتيهما من قبلِ طبيبٍ مختصٍّ في دمشقَ، والجيّدُ في الأمرِ أنّهما قابلتان للعلاج، حيث يكلّف العمل الجراحيّ لكلّ منهما مبلغ 2500 دولار.
ولكنّ السيءَ هو أنّ حالةَ الأسرةِ الماديّة، وسوءَ ذات البين، لم تسعفها إجراءَ العملِ الجراحيّ لولديها التوأم. كما أنّ المنظمات الإنسانيّة لم تكلّف نفسها -حتّى الآن- عناءَ التمويلِ أو تقديمَ أيّ مساعدةٍ من هذا القبيل للأسرة المحتاجة.
وإلى حين النظر في حالتيهما، يبقى مصير آلاف المرضى والمحتاجين، الذين يرزحون في مخيّمات النزوح مجهولاً؛ بانتظار قدَرهم، وإلى حين العطف عليهم من قبل إحدى المنظّمات.
المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة