بانوراما 2019.. قوّات سوريّا الديمقراطيّة أنموذجٌ متجدّد للمقاومة، ولبنة جيش سوريّا المستقبل
مضى عام 2019 حافلاً بالكثير من الأحداث التي غيّرت وجه المنطقة وأكسبتها وجهة جديدة. فما بين القضاء على دولة الخلافة المزعومة “داعش” وبدء الغزو التركيّ على مناطق شمال وشرق سوريّا ستّة أشهر ذخرت بالعديد من الإنجازات واللقاءات التشاوريّة التي هدفت الخروج بحلّ جذريّ للمعضلة السّوريّة التي قاربت تسع سنوات وذهب ضحيّتها مئات الآلاف ما بين قتيل ومُصاب، جلّهم من المدنيّين الذين لم يكن لهم من ذنْب سوى أنّهم سوريّون رفعوا شعارات الحرّيّة والكرامة.
الصراع على السلطة في سوريّا الذي تحوّل حرباً إقليميّة ودوليّة لتوسيع مناطق النفوذ دخل مرحلة جديدة بعد تنفيذ الدولة التركيّة لتهديداتها ضدّ مناطق شمال وشرق سوريا والتي بدأت غزوها في الـ 9 من تشرين الأوّل/أكتوبر 2019 بهدف احتلال المزيد من الأراضي، والذي راح ضحيّته مئات المدنيّين على طول المنطقة الممتدّة بين رأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي إضافة إلى تهجير مئات الآلاف من سكّان هذه المناطق قسراً.
كالسنوات التي سبقتها، ظلّت قوّات سوريّا الديمقراطيّة والإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريّا على طول الـ 2019 العلامة الفارقة التي تقاطعت عندها مصالح الكبار، وأنموذج المقاومة رغم الضربات التي تلقّتها خلال الغزو التركيّ، وأصبح الكلّ مدركاً لاستحالة تجاوزها في رسم ملامح سوريّا المستقبل، سوريّا ديمقراطيّة، تعدّديّة، لا- مركزيّة.
نهاية “داعش”
واستمراراً لحملة (عاصفة الجزيرة) للقضاء على فلول تنظيم “داعش” الإرهابيّ فيما تبقّى من مناطق دير الزور، استهلّت قوّات سوريّا الديمقراطيّة عام 2019 باعتقال 5 إرهابيّين أجانب من جنسيّات أمريكيّة، إيرلنديّة وباكستانيّة في الـ 30 من كانون الأوّل 2018
• وارن كريستوفر كلارك الملقّب بـ (أبو محمّد الأمريكيّ) من ولاية هيوستن – الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
• زيد عبد الحميد والملقّب بـ(أبو زيد الأمريكيّ) من الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
• ألكسندر روزماتوفيتش من مدينة دوبلن – إيرلندا.
• فاضل الرحمن جاد والملقّب بـ(أبو إنعام المهاجر) من مدينة لاهور – باكستان.
• عبد العظيم راتشوت والملقّب بـ(أبو عمر الباكستانيّ) من مدينة سيالكوت – باكستان.
وفي الـ 5 من كانون الثاني/يناير، سلّمت الإدارة الذّاتيّة الدّيمقراطيّة في شمال وشرق سوريّا، 5 إرهابيّين و11 امرأة و30 طفلاً من معتقلي “داعش” الإرهابيّين والذين يحملون الجنسيّة الكازاخستانيّة إلى حكومة بلادهم، بوساطة من الولايات المتّحدة الأمريكيّة.
في الـ 9 من كانون الثاني/يناير، ألقت وحدات مكافحة الإرهاب ضمن قوّات سوريّا الديمقراطيّة القبض على الإرهابيين، عمرو أوزون أوغلو من الجنسيّة التركيّة، عبد الرؤوف طوراني من الجنسيّة الأفغانيّة، محمّد جواد خان وعصمت عطايف من الجنسيّة الروسيّة، وهؤلاء كانوا مكلّفين بتنفيذ الهجمات الإرهابيّة في الرقّة وتنظيم الخلايا ضمنها.
الـ ١٦ كانون الثاني/ يناير، تعرّضت دوريّة لقوّات التحالف الدّوليّ ومجموعة مقاتلين من فريق التنسيق العسكريّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة لعمليّة تفجير إرهابيّة في مدينة منبج، أدّت إلى استشهاد مقاتليْن من قوّات سوريّا الديمقراطيّة وجنديّين أمريكيّين بالإضافة إلى موظّفٍ مدنيّ في البنتاغون ومتعاقدٍ مدنيّ مع الجيش الأمريكيّ بالإضافة إلى استشهاد خمسة مدنيّين من سكّان منبج.
يومي الـ 25 من كانون الثاني والـ 1 من شباط/فبراير، نفّذت قوّاتنا عمليتين نوعيّتين ألقت خلالهما القبض على ٣ إرهابيّين من المهاجرين ضمن صفوف تنظيم “داعش” الإرهابيّ في ريف منطقة هجين:
• حسين فريد المعروف بأبو الوليد المصري، من الجنسيّة المصريّة
• سالم الشمراني المعروف بأبو زبير الجنوبي، من الجنسيّة السعوديّة
• مارتن ليميكي المعروف بأبو زكريا الألماني، من الجنسيّة الألمانيّة.
وفي الـ 9 من شباط/فبراير، أطلقت قوّات سوريّا الديمقراطيّة معركتها الأخيرة للقضاء على فلول تنظيم “داعش” في قرية الباغوز بريف دير الزور، آخر المعاقل التي كان يتحصّن بها التنظيم الإرهابيّ.
الـ 7 من آذار/مارس، التقى قائد جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق، بولات شيخ جنكي مع القائد العامّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة مظلوم عبدي، إلى جانب القياديّين جيا كوباني وبولات جان.
وفي اليوم نفسه، تمكّنت قوّات سوريّا الديمقراطيّة، من تحرير مجموعتين من الأطفال الإيزديّين من منطقة (سنجار) / شمال العراق، والشيعة من منطقة (تلعفر) العراقيّة، الذين اختطفهم إرهابيّو “داعش” قبل 5 سنوات.
الـ 9 من آذار/مارس، استأنفت قوّاتنا عمليّاتها العسكريّة ضدّ إرهابيّي تنظيم “داعش” في بلدة “الباغوز” تحتاني، بعد أن انتهت المهلة التي حدّدتها لهم بتسليم أنفسهم، وبعد أن استكملت إجلاء عوائل الإرهابيّين من البلدة.
في الـ 15 من آذار/مارس، نفذ إرهابيّو داعش 3 هجمات انتحاريّة متزامنة ضدّ العوائل والدواعش المستسلمين في 3 نقاط من المعبر الواصل إلى مناطق سيطرة قوّاتنا، أدّت إلى مقتل ٦ من المستسلمين الخارجين، وإصابة ٣ من مقاتلينا بجروحٍ طفيفة.
في إطار المرحلة الأخيرة ضمن (معركة دحر الإرهاب) التي أعلنتها قوّات سوريّا الديمقراطيّة في الـ 9 من كانون الثاني/يناير 2019وحتّى الـ 17 من آذار/مارس جاءت حصيلة المدنيّين ممّن تمّ إجلاؤهم، وكذلك أعضاء التنظيم الإرهابيّ، وضمنهم عائلاتهم ممّن استسلموا لقوّاتنا كالتالي:
• عدد الإرهابيّين وعائلاتهم ممن استسلموا لقوّاتنا: 29600
• عدد الإرهابيّين المعتقلين في عمليّات خاصّة لقوّاتنا: 520
• عدد المدنيّين ممّن تمّ إجلاؤهم: 37000 مدنيّ
• عدد قتلى الإرهابيّين: 1306 إرهابيّاً
في الـ 19 من آذار/مارس، سيطرت قوّات سوريّا الديمقراطيّة على مخيّم “الباغوز” بشكلٍ كامل.
وفي الـ 23 من آذار/مارس 2019، رفعت قوّاتنا راياتها فوق تلال “الباغوز” لتعلن النصر العسكريّ على تنظيم “داعش” الإرهابيّ بعد ستّ سنواتٍ من الحرب المستمرّة والتضحيات الكبيرة، والتي قدّمت خلالها 11000 شهيد وأكثر من 21000 مصاب، وحرّرت أكثر من 52 ألف كم².
وبلغ عدد قتلى إرهابيّي “داعش” في (معركة دحر الإرهاب) خلال الـ 2019 (1 كانون الثاني/يناير – 23 آذار/مارس) 1879 إرهابيّاً، نفّذ خلالها طيران التّحالف الدّوليّ: 1317 ضربة جوّيّة ضدّ مواقع وتحصينات ومقرّات التنظيم الإرهابيّ في الجيب الأخير الذي كان متبقيّاً له على الحدود السّوريّة – العراقيّة.
مرحلة ما بعد “داعش”.. جهود أمنيّة وملاحقة الخلايا النائمة
الـ 27 من آذار/مارس، انطلقت فعاليّات ملتقى الحوار السّوريّ-السّوريّ الثالث تحت شعار “من العقد الاجتماعيّ السّوريّ نحو العهد الديمقراطيّ الجديد”، لإيجاد صيغةٍ توافقيّة للوصول لخارطةٍ لحلّ الأزمة السّوريّة.
في الـ 24 من نيسان/أبريل، أعلن المكوّن الأرمنيّ، عن تأسيس أوّل قوّة عسكريّة للأرمن ضمن قوّات سوريّا الديمقراطيّة في قرية تلّ كوران بناحية تلّ تمر.
في الـ 3 من أيّار/مايو 2019، عُقد في ناحية عين عيسى، ملتقى العشائر السّوريّة برعاية مجلس سوريّا الديمقراطيّة، وتحت شعار “العشائر السّوريّة تحمي المجتمع وتصون عقده الاجتماعي”، ، حضره الآلاف من وجهاء ورؤساء العشائر من مختلف المناطق السّوريّة (حماة، الشهباء وعفرين، منبج، الفرات، الرقة، الطبقة، الجزيرة ودير الزور)، ومئات الفعاليّات المجتمعيّة من آشور وسريان وإيزديّين، والفعاليّات والأحزاب السياسيّة في مناطق شمال وشرق سوريّا ، والقيادة العامة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة، ومجلس منبج العسكريّ، والرّئاسة المشتركة والهيئة التنفيذيّة لمجلس سوريّا الديمقراطيّة.
في الـ 13 من أيّار/مايو، ألقت قوّات سوريّا الديمقراطيّة بالاشتراك مع قوّات التحالف الدّوليّ القبض على المدعو “طلال شنير” الملقّب بـ (أبو همام) الإرهابيّ المسؤول عن جرائم قتل وابتزاز ضمن عملية مداهمة ناجحة في منطقة سلوك بريف تل أبيض.
في الـ 11 من حزيران/يونيو، وفي عمليّة أمنيّة أطلقتها وحدات خاصّة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة وبالتعاون مع قوّات التحالف الدّوليّ قتل الإرهابيّ (ثابت صبحي فهد الأحمد) أحد أهمّ عناصر وأكبر ممولي تنظيم “داعش” الإرهابيّ والمسؤول عن بيع النفط وتهريبه ويعتبر العقل الاقتصادي للتنظيم الإرهابي في منطقة الصور بريف دير الزور.
الـ 13 من حزيران/يونيو، سلّمت الإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريّا ستّة أطفال بلجيكيّين من أبناء إرهابيّي “داعش” بشكلٍ رسميّ ووفق وثيقة تسليم رسميّة إلى ممثلي الخارجية البلجيكيّة، وذلك في مقرّ الإدارة الذاتيّة في بلدة عين عيسى.
وفي الـيوم ذاته، زار وزير الدّولة السعوديّ لشؤون الشرق الأوسط، ثامر السبهان ريف دير الزور الشرقيّ، والتقى مع وجهاء عشائر المنطقة، حيث بحث آخر المستجدّات في المنطقة بعد طرد تنظيم “داعش” الإرهابيّ منها، ودعم الاستقرار فيها.
وحضر الاجتماع الذي عُقد في بلدة (البصيرة) مستشار التحالف الدّوليّ ضدّ “داعش” ويليام روباك وممثلون عن وزارة الخارجيّة الأمريكيّة.
في الـ 14 من حزيران/يونيو، أعلنت قوّات تلّ أبيض/كري سبي تشكيل مجلسها العسكريّ
في الـ 16 من حزيران/يونيو، أعلنت كوباني تأسيس مجلسها العسكريّ
في الـ 18 من حزيران/يونيو، أعلنت الطبقة توحيد قوّاتها في مجلس عسكريّ
وفي الـ 20 من حزيران/يونيو، بعد تل أبيض، كوباني والطبقة.. أعلنت الرقة تشكيل مجلسها العسكريّ
في الـ 29 من حزيران/يونيو 2019، وقّعت قوّات سوريّا الديمقراطيّة على خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة في جنيف السويسريّة تتضمن كيفيّة حماية الأطفال ومساعدتهم ضمن مناطق الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا.
في الـ 22 من تمّوز/يوليو، اجتمع القائد العامّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي، قائد المنطقة الوسطى للقيادة المركزيّة للجيش الأمريكيّ في الشرق الأوسط (كينيث ماكينزي)، وتمحور جدول الاجتماع حول عدة نقاط:
• التهديدات الأمنية على الحدود بين شمال سوريا وتركيّا.
• مخططات العمل والتنسيق بين قوّات سوريّا الديمقراطيّة والتحالف الدولي للاستمرار في ملاحقة إرهابيّي داعش.
• مشكلة المخيّمات وأسرى داعش المعتقلين لدى قوّات سوريّا الديمقراطيّة.
وفي اليوم نفسه، ألقت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة، القبض على المدعو “محمّد شاكر الهوّاش” وشقيقه “أحمد الهوّاش” في عمليّة مداهمة في ريف مدينة منبج.
محمّد الهواش كان سابقاً ضمن مجموعات الانغماسين في تنظيم “داعش”.
في الـ 25 من تمّوز/يوليو، اعتقلت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة بجنوب الحسكة، الإرهابيّ في تنظيم “داعش” (عمّار هانو الماتوري) الذي عمل مع استخبارات التنظيم الإرهابيّ في الفترة ما بين 2014 إلى 2017.
وفي الـ 31 من آب/أغسطس، تمكّنت وحدات مكافحة الإرهاب (YAT)، في عمليّة نوعيّة من إلقاء القبض على الإرهابيّ (أنور عبد الرحمن حدّوشي) من الجنسيّة البلجيكيّة، والذي يعتبر واحداً من أخطر إرهابيّي تنظيم “داعش”، في الريف الشرقي لمدينة دير الزور.
والإرهابيّ المعتقل، يعتقد أنّه المسؤول عن إعداد وتخطيط الهجمات التي شنّها التنظيم في كلّ من العاصمة الفرنسيّة، باريس، والعاصمة البلجيكيّة، بروكسل، في عام 2015.
في الـ 3 من أيلول/سبتمبر، وبعد جمع معلومات استخباريّة وعمليّات استطلاع ومراقبة استطاعت الجهات المختصّة من تحديد مكان الإرهابيّ (أحمد محمّد أحمد) الملقّب “أبو رفعة”.
وأسفرت العملية عن اعتقال الإرهابيّ الذي كان يشغل منصب مسؤول ماليّة “داعش”.
في تمام الساعة التاسعة من صباح الـ 8 من أيلول/سبتمبر 2019، بدأت أولى الدوريّات المشتركة بين الجيشين التركيّ والأمريكيّ ممثلاً للتحالف الدّوليّ في منطقة الآليّة الأمنيّة المحاذية للحدود السّوريّة – التركيّة والتي استمرّت ساعتين في المنطقة الممتدّة بين قريتي نص تلّ وقرية الحشيشة شرق مدينة تل أبيض/كري سبي.
في الـ 10 من أيلول/سبتمبر، قُتل الإرهابيّ (أبو حارث العراقي) القياديّ وأمنيّ الحدود السّوريّة – العراقيّة في تنظيم “داعش” ومسؤول الاغتيالات جنوب الموصل في العراق والقائد الأمني لولاية ديالى عام 2013.
في الـ 21 من أيلول/سبتمبر، استكملت قوّات مجلس تلّ أبيض العسكريّ انتشارها في نقاط انسحاب المجموعة الثالثة من قوّات سوريّا الديمقراطيّة، على طول الحدود المشتركة بين مدينة تل أبيض/كري سبي وتركيّا.
وجرى تسيير دوريّة مؤلفة من مدرّعات تابعة للقوّات الأمريكيّة ومجلس تلّ أبيض العسكريّ لمراقبة استكمال تطبيق بنود اتفاق الآليّة الأمنيّة.
وفي اليوم ذاته، ألقي القبض على عناصر الخليّة الإرهابيّة التي اغتالت الرّئيس المشترك للمجلس التشريعيّ في دير الزور، مروان الفتيح في 29 كانون الأوّل/ديسمبر 2018.
في الـ 24 من أيلول/سبتمبر، جالت دورية مشتركة أمريكيّة – تركيّة للمرّة الثانية، في مناطق شرقي تلّ أبيض لمتابعة بنود الآلية الأمنية.
علماً أنّ مسار الدوريّة خلال هذ الجولة بلغ 30 كم، من قرية رفح إلى قرى شمال بلدة سلوك وبعرض 9 كم.
في الـ 26 من أيلول/سبتمبر، نفّذت وحدات مكافحة الإرهاب عمليّة نوعيّة لاعتقال أحد أمراء تنظيم “داعش” الإرهابيّ الملقّب بـ (أبو عمر السّوريّ) الذي يعتبر مسؤول تسليح ونقل الخلايا النائمة في شمال وشرق سوريّا، وذلك في منطقة البصيرة بريف دير الزور.
والمدعو أبو عمر السّوريّ يُعتبر العقل المدبّر لعمل وتزويد الخلايا النائمة بالمتفجرّات.
الانسحاب الأمريكيّ وبداية الغزو التركيّ
في الـ 7 من تشرين الأوّل/أكتوبر 2019، اتّخذت القوّات الأمريكيّة قرار الانسحاب من نقاط المراقبة على الحدود السّوريّة مع تركيا، تاركة المنطقة عرضة للغزو التركيّ رغم الجهود المبذولة من قبل قوّات سوريّا الديمقراطيّة لتجنّب أيّ تصعيد عسكريّ والتقيّد بتنفيذ بنود الآليّة الأمنيّة.
وفي الـ 9 من تشرين الأوّل/أكتوبر 2019، بدأ جيش الاحتلال التركيّ في تمام الساعة 16:00 هجومه الجوّيّ على مناطق شمال وشرق سوريّا.
وإلى جانب الهجمات الجويّة على منطقتي كري سبي/تلّ أبيض وغرب عين عيسى، فقد تعرّضت مناطق سري كانيه/رأس العين، قامشلو، درباسيّة وديريك إلى قصفٍ مدفعي مكثف من جانب الاحتلال.
كذلك، تعرّض سجن (جركين) في قامشلو، والذي يعدّ أحد السجون التي يحتجز فيها إرهابيّو “داعش” للقصف التركيّ، في محاولة من الأتراك إحداث ثغرات في السجن لإطلاق سراح الإرهابيّين.
في صبيحة يوم الـ 11 من تشرين الأوّل/أكتوبر، تسلّلت مجموعة من مرتزقة أحرار الشرقيّة ووصلت إلى الطريق الدولي (M4) وارتكبت مجزرة بحقّ (6) مدنيّين وقتلتهم بدمٍ بارد، بينهم الأمين العامّ لحزب سوريا المستقبل الشهيدة (هفرين خلف).
وفي الـ 13 من تشرين الأوّل/أكتوبر، استهدف جيش الغزو التركيّ قافلة مدنيّين من سكان شمال وشرق سوريّا توجّهوا إلى مدينة رأس العين للتعبير عن رفضهم للغزو التركيّ كان يرافقها العديد من الصحفيّين المحليّين والعالميين فأوقعت عشرات الضحايا المدنيّين قتلى وجرحى.
في الـ 17 من تشرين الأوّل/أكتوبر، جرى الاتّفاق على الوقف المؤقّت للعمليّات العسكريّة مع الجانب التركيّ بوساطة أمريكيّة لوقف الغزو التركيّ بهدف إجلاء المدنيّين المحاصرين والمصابين من مدينة رأس العين/سري كانيه مقابل انسحاب قوّات سوريّا الديمقراطيّة من مناطق الاشتباكات.
وفي الـ 20 من تشرين الأوّل/أكتوبر، أعلن المتحدّث الرسميّ باسم قوّات سوريّا الديمقراطيّة إخلاء مدينة رأس العين/سري كانيه من مقاتلي قوّات سوريّا الديمقراطيّة بشكلٍ كامل في إطار اتفاق الوقف المؤقت للعمليّات العسكريّة مع الجانب التركيّ وبوساطة أمريكيّة.
في الـ 23 من تشرين الأوّل/أكتوبر، أجرى وزير الدّفاع الرّوسيّ السيّد سيرغي شويغو ورئيس أركان الجيش الرّوسيّ فاليري غيراسيموف اتّصالاً متلفزاً مع القائد العامّ لقوّات سوريّا الديمقراطيّة الجنرال مظلوم عبدي، تباحث فيه الطرفان ما تمخّض عن اتفاقيّة سوتشي بين الرّئيسين الرّوسيّ فلاديمير بوتين والتركيّ رجب طيّب أردوغان الذي انعقد في منتجع سوتشي يوم (22 تشرين أوّل 2019).
وفي الـ 27 من تشرين الأوّل/أكتوبر، بعد المناقشات المكثفة مع روسيا الاتّحادية وافقت القيادة العامّة لقوّات سوريّا الديمقراطيّة على تطبيق مبادرتها بوقف العدوان التركيّ على شمالي وشرق سوريا والتي جاءت استناداً إلى اتفاقيّة سوتشي المبرمة في 22تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتمّ إعادة نشر القوّات في مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركيّة – السّوريّة، فيما تقوم قوّات حرس الحدود التابعة للحكومة المركزيّة السّوريّة بالانتشار على طول الحدود السياديّة السّوريّة مع الدولة التركيّة.
في الـ 7 من تشرين الثاني/نوفمبر، استهدفت قوّاتنا إحدى الخلايا التابعة لتركيّا واستطاعت القبض على قائد المجموعة (إسماعيل زعيم (وهو شقيق أحد قياديّي الجيش الوطنيّ المدعوم من تركيا ويدعى (محمّد زعيم)، والذي شوهد ضمن شريط فيديو يشوّه جثة مقاتلة أسيرة من وحدات حماية المرأة (أمارا ريناس)، وكان على اتّصال مع شقيقه للتخطيط لهجمات اغتيال كبار قادة قوّات سوريّا الديمقراطيّة.
وفي 24 من تشرين الثاني/نوفمبر، شنّ جيش الغزو التركيّ والفصائل الموالية له ممّا تسمّى بالجيش الوطنيّ هجوماً عنيفاً استهدف بلدة عين عيسى من ثلاثة محاور بإسناد من القصف المدفعيّ والجويّ، وأمام أنظار القوّات الرّوسيّة التي لم تحرّك ساكنا لإيقاف هذا الغزو الهمجيّ، والتي من المفترض أنّها موجودة على الأرض كضامن لوقف إطلاق النار.
وجاءت حصيلة العمليّات القتالية خلال الغزو التركيّ الذي استهدف كامل الشريط الحدوديّ بين سوريا وتركيا، تل أبيض، رأس العين، كوباني، عامودا ودرباسية، قامشلو، ديريك، عين عيسى وتلّ تمر اعتباراً من تاريخ الـ 11 من تشرين الأوّل 2019 وحتّى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2019 كالتالي:
مقتل (865) من مرتزقة الاحتلال التركي
مقتل (21) جندي تركي
وارتقى خلال هذه الفترة (419) من مقاتلينا شهداء.
خرق تركيّا لاتفاقيّة وقف العمليّات العسكريّة
جيش الغزو ورغم الاتفاقيّات التي جرت، استمرّ بمهاجمة المناطق الخارجة عن حدود الاتفاقيّة. كما أنّ المرتزقة التابعين لجيش الغزو ومنذ الـ 17 من تشرين الأوّل/أكتوبر نفّذوا عدداً من الهجمات بالأسلحة الثقيلة في شرق سري كانيه وغرب تل ابيض.
انتهاك جيش الغزو للاتفاقيّة وصل لمرحلة هجوم الفصائل الإرهابيّة وبمساندة الطيران المسيّر لقرى ونواحي جديدة واحتلالها وتوسيع الرقعة الاحتلاليّة.
في هذه الهجمات الغازية منذ الـ 17 من تشرين الأوّل/أكتوبر من العام الجاري وحتّى الـ 3 من كانون الأوّل/ديسمبر 2019، كانت المحصّلة كالتالي:
143 هجمة بريّة على جبهة مقاتلينا ومواقع الحكومة السّوريّة
42 هجمة جويّة بالطائرات المسيّرة
147 قصف بالدبّابات والمدافع لمناطق اتفاقيّة وقف إطلاق النّار وبالأخص المناطق السكنيّة
ونتيجة هذه الهجمات، استشهد ٦٨ مدنيّاً وجرح ٢١٤ آخرون.
جيش الغزو التركيّ، احتلّ ٨٨ قرية ومزرعة جديدة كانت خارجة عن حدود الاتفاقيّة، وأسكنت مرتزقتها بداخلها.
وتسبّبت الهجمات العشوائيّة، بنزوح ٦٤ ألف مدني من منازلهم حيث كان العديد منهم من المسيحيين، كما وأفرغت ٦ قرى آشورية – سريانية من سكّانها الأصليّين.