الرقة – تعتبر الأزمة السورية من أكثر الأحداث التي شهدها هذه القرن اهمية على مستوى المنطقة، وذلك لما رافقها من متغيرات سلبية على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والإنسانية، إلا ان الأخيرة كانت الأكثر تأثيراً على الشعب السوري الذي وقع ضحية لعشرات الفصائل المسلحة والتي تنتمي بولائها لأجندات خارجية هدفها زعزعة استقرار المنطقة، والتي انتجت عشرات المخيمات النازحين من كافة مناطق الصراع في سورية هربا من آلة الموت التي لم تترك بقعة من سورية إلا ولوثتها.
ومن اكثر الفصائل التي اجتاحت المنطقة وحشية تنظيم داعش الارهابي والذي حارب السكان العزل في بيوتهم بحجج واهية تحت غطاء الدين، إلى أن تصدى له ابناء الشمال السوري بكل مكوناتهم تحت راية قوات سورية الديمقراطية ليكونوا بذلك اداة الخلاص من ظلمهم لتشهد المنطقة استقرار نسبياً إلى أن هذا الاستقرار لم يدم طويلا لتعود رحلة النزوح والتشرد الى بداياتها بعد أن اعلنت تركيا غزوها على الشمال السوري مجندة آلاف المرتزقة من عناصر الجيش الحر و الفارين من تنظيم داعش، مستهدفين بذلك المدن والقرى غير مبالين لمدني أو عسكري، الأمر الذي دفع سكان تلك المناطق إلى النزوح مجدداً إلى مناطق سيطرة (قسد) ومن أولئك الاشخاص الذين نالوا نصيبهم من تلك الحرب أم اسماعيل وهي نازحة من قرية بئر عاصي الواقعة شمال مدينة عين عيسى.
تبلغ أم اسماعيل من العمر ٦٥ عاماً تروي لنا قصة نزوحها حيث تعرضت قريتهم للقصف من قبل المدفعية التركية الأمر الذي دفعها وعائلاتها الى الفرار الى قرية العطشانة غربي مدينة عين عيسى دون ان يستطيعوا ان يحملوا معهم من متاعهم شيء، وأثناء فرارهم من المنطقة تعرضت ام اسماعيل لكسرين بالغين في منطقة الحوض ليحملها أبنائها بعد ذلك.
لم تطل إقامة أم اسماعيل في قرية العطشانة طويلاً ليتجدد القصف على المنطقة، الأمر الذي دفعهم الى النزوح الى مزرعة تشرين شمال مدينة الرقة ٣٠كم لتسكن مع عائلتين في غرفة واحدة، وهي ما زالت عاجزة عن المشي.
وتضيف أم اسماعيل قائلةً:” لم تمر علينا سنة كهذه“، في إشارة منها إلى هجمات القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها على المنطقة.
ونوهت في معرض حديثها، أن مرتزقة جيش التركي سرقوا بيوتهم وأرزاقهم من القمح والشعير، وقاموا بزرع الألغام ببيوت القرية حتى لا يعودون إليها، كي ينهبوها.
إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه النازحين يتمثل في تأمين سبل عيشهم مع طول أمد وجودهم في النزوح وفي ظل غياب فرص العمل وقلة الدعم المقدم من قبل الجهات المانحة التي اقتصر دعم الكثير منها على تقديم بعض السلل الغذائية.
والجدير بالذكر ان اكثر من٢٠٠عائلة نازحة في مزرعة تشرين لم تتلقى اية مساعدة من المنظمات الإنسانية المرخصة في المجلس المدني والذي بلغ عددها اكثر ١١٠منظمات مرخصة، وعلما أن هؤلاء النازحين هم بأمس الحاجة لتلك المساعدات وخصوصا في هذا الفصل الشتوي البرد القارس.
المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية