دير الزور- أحمد يحيى الصالح، الطفل الذي لم يكن قد عرف معنى القسوة أو المعاناة أو مصاعب الحياة عندما تسببت إحدى مخلّفات الحرب التي ألقتها طائرات النظام السوري على المنطقة بإعاقة في قدمه.
فكان كالفراشة يلهو مع رفاقه مستمتعين بطفولتهم غير آبهين بمظالم الحياة وما تحمله في طياتها من مصاعب ومآسي وما تحتويه في جعبتها من آلام ومعاناة له، حين صعقته الحياة متسببة ببتر ساقه وهو في بداية طفولته.
يروي أحمد قصته المؤلمة؛ عندما كان طفلا ًوبينما كان يسير في طريقه للبيت تعرض لانفجار من مخلفات الحرب في منطقة عياش، تلك البلدة التي استقبلت النازحين والهاربين من بطش الحرب.
ويضيف أحمد أنه بعد تعرضه للإصابة في العام 2017 لم يكن قد أكمل اثنا عشر ربيعاً من عمره فصعقته الحياة بمصاب أودى بساقه مما جعل في نفسه وروحه مصاباً يصعب شفائه وجرحاً يصعب علاجه فتدهورت حالته وازدادت معاناته وزاد ذلك إحساسه الشديد بالنقص عن رفاق الطفولة فبات عاجزاً عن اللعب واللهو ولم يعد باستطاعته السير أو متابعة دراسته وظن أنّ الحياة قد توقفت عند لحظة إصابته رغم محاولات أهله وأصدقائه المستمرة والدؤوبة لإخراجه من معاناته ومساعدته في إتمام دراسته وإزاحة البؤس والحزن من وجهه محاولين زرع ابتسامة ولو كانت خفيفة على شفتيه.
فاستطاعوا وبفضل صمودهم وإرادتهم وعزمهم على إخراجه من ظلمة المعاناة إلى نور الأمل فاستطاع بفضلهم ومساعدتهم من القضاء على الحزن والمعاناة وارتسمت البسمة على شفتيه من جديد وواظب على ممارسة هوايته بلعب كرة القدم ولكن ليس كما السابق. إلا أن رفاقه وأهله ووقوفهم الدائم إلى جانبه وإصراره على إكمال مشوار الحياة جعل منه مثالاً يحتذى به في الإصرار والإرادة على مواصلة المسير ومجابهة الحياة والتغلب عليها مهما بلغت شدة المعاناة فلم يستسلم للإصابة بل تغلب عليها ومازال يتابع رحلة العلاج بالتوازي مع متابعته لدراسته ومزاولة بعض هواياته.
يقول أحمد: أنه بفضل أهله ورفاقه وإصراره وعزيمته على التغلب على إصابته وإرادته القوية على متابعة حياته جعلت منه كتلة من الإصرار على مواجهة الصعاب وتذليلها مهما بلغت شدتها، وتمنى من جميع الذين تعرضوا لإصابات مهما بلغت شدتها أن لا يستسلموا وأن يتسلحوا بالإرادة والعزيمة للتغلب عليها ومتابعة حياتهم بشكل مثمر.