ولد الشيخ ناصر الطرام الخلف في بلدة الكشكية بريف دير الزور عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين وترعرع فيها ولم يكمل دراسته بسبب الأوضاع الصعبة التي كانت تعاني منها المنطقة وقتها إلا أنه التحق بدورات تحفيظ القرآن الكريم والشريعة الاسلامية التي كانت تقام في المساجد وتتلمذ على يد نخبة من الأئمة والشيوخ وعلماء الشريعة فتعلم الفقه وحفظ ما تيسير من القران وتعلم أصول الدين والمعاملات الإنسانية.
يُعرف الشيخ ناصر بدوره الكبير في تماسك أبناء المنطقة عموماً، فله تأثير كبير على أبناء عشيرته والعشائر الأخرى. فكان ينظم الاجتماعات الدورية لشيوخ ووجهاء المنطقة للتداول في ماله مصلحة للبلاد والعباد والحفاظ على الأمن والأمان في المنطقة ودرء التجاوزات مهما بلغت شدتها فكان محبوباً من الشعب.
وقد حرص على تنظيم الحوارات والمنتديات التي تضم ابناء المنطقة ومن مختلف عشائرها للتعريف بأهمية المنطقة وحجم المؤامرات التي تحيط بها وخطر المتربصين بها وضرورة تكاتف ابناء المنطقة وصمودهم بوجه هذه الفتن والمؤامرات الرامية لزعزعة استقرار المنطقة والعبث بأمنها وتخريب سلمها فانتخب رئيساً لتجمع عشائر البوكمال. وكان له دور بارز في تنظيم صفوف أبناء عشيرته أثناء مقاومتهم لتنظيم داعش الارهابي الذي ارتكب المجازر بحقهم مخلفاً المئات من القتلى تاركاً المنطقة في خراب ودمار كبيرين. فنظم الشيخ ناصر أبناء عشيرته الذين التحقوا بصفوف قوات سوريا الديمقراطية واستطاعوا بمشاركتهم من دحر أعتى تنظيم إرهابي عرفه التاريخ وحرروا المنطقة من ظلام داعش وعبوديته وأعادوا إعمار المنطقة بفضل تكاتفهم وتضامنهم وانصهارهم في قوات سوريا الديمقراطية
ومع تحرير المنطقة، حمل الشيخ ناصر على كاهله مهمه تحرير شعبه من فكر التشدد والتطرف الذي غرسه داعش في نفوس بعض الأهالي فزرع بقلوبهم المحبة ودعا الى التحرر والتآخي والتعايش المشترك والمساعدة في إعمار المنطقة التي تعرضت لأبشع صور الخراب والدمار، فانطلق ينظم الندوات والحوارات الداعية الى نبذ الخلافات والتطرف والفرقة والدعوة الى التحرر من الفكر الظلامي والتماسك والتكاتف بين ابناء المنطقة لضمان أمنها ودرء الأخطار المحدقة بها وإبعاد خطر المتربصين بها والحفاظ على استقرار ومكتسبات شعبها.